تتحدث البرلمانية السابقة والعضو القيادي في الهيئة التنفيذية للأفلان وعضو الوفد الجزائري في المنظمة العالمية للفنون والعلوم والثقافة ''اليونيسكو'' السيدة فلة بوزيدي ل''الحوار'' عن التحضيرات المخصصة للمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، وضرورة الحوار بين الثقافات والشعوب، كما أنها تحوصل زيارة الوفد الجزائري والصحراوي لفرنسا، وكيف أسهمت في تنوير المجتمع المدني وبعض المجالس المنتخبة الفرنسية، حيث تكشف عن تنظيم قافلة إنسانية في رمضان المقبل ستنطلق من الأراضي الفرنسية صوب مخيمات اللاجئين الصحراويين. السيدة فلة بوزيدي عضور الهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني وممثلة الوفد الجزائري باليونيسكو، كيف تنظرون لمناسبة إقامة المهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر الذي سينطلق بعد أيام قلائل؟ ** بكل صراحة هذا جانب مهم يدخل في مهام الوفد الجزائري العامل في اليونيسكو لا سيما في اختصاصات هذه الأخيرة يدخل ضمن الطابع الثقافي والتربوي والعلمي، مادام هذا البرنامج الثقافي الإفريقي له علاقة على الخصوص باعتبارها الحاضنة للمناسبة، فاهتماماتنا كبيرة، بالإضافة إلى هذا فإن الوجه السياسي أو الطابع السياسي يغلب على هذا المهرجان، لأن القارة الإفريقية معروفة بغنى تراثها الثقافي، لكن التميز هو في الرغبة في النهوض لدى قادة شعوب هذه القارة في الآونة الأخيرة لا سيما مع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، وهو ما يفرض على العديد من الدول السعي من أجل إيجاد وتفعيل الطاقات الداخلية والخارجية للقيام بنهضة اقتصادية، وبشكل عام نحن كجالية متواجدة في المهجر نتمنى كل النجاح لبلادنا لإبراز الصورة الحقيقية لها في مثل هذا المحفل الدولي، وبالنسبة إلينا في اليونيسكو فهذا مهم لتسويق صورة أجمل عن الجزائر كما سبق القول. ننتقل معكم لمعرفة قراءتكم السياسية لإقرار الحكومة الفرنسية تعويض ضحايا التجارب النووية. ** قبل الحديث عن التعويضات أود الحديث على ضرورة الاعتراف بالمجازر التي ارتبكت في حق الشعب الجزائري، فبعد هذا الاعتراف سيكون لنا الحديث عن تعويضات شاملة عن الممارسات التي مورست في حق الشعب الجزائري، ولكي لا ننسى يجب إعادة التذكير بقانون فبراير الذي أقره البرلمان الفرنسي سابقا، والذي يمجد الاستعمار، ولهذا يجب القول إن التعويض هو محصلة طويلة لمسار يبدأ بالاعتراف بهذه المجازر التي ارتبكت في حق الشعب الجزائري مثله مثل باقي الشعوب الاخرى. سيدة بوزيدي، بما أنك أثرت موضوع العلاقة بين الشعوب، ما رأيك في في حوار الحضارات، لا سيما وأنك تعيشين في واحدة من أكبر عواصم العالم، وتمثلين الجزائر في واحدة من أهم منظمات الأممالمتحدة والعالم التي تعمل على تشجيع الحوار بين الثقافات؟ ** أعتقد أن كل الحضارات تمتاز بالثراء، وأهم واحدة هي حضاراتنا العربية والإسلامية والبربرية التي تمازجت، وكانت ولاتزال تعطي نموذجا استقى منه الآخرون الكثير والكثير، وفي اعتقادي أن هذا المفهوم قد أصبح يميز الألفية الجديدة لاسيما في عصر أراد البعض فيه تسويق الصراع بدل التعاون، وبرأيي الجزائر مطالبة بتشجيع مثل هذا المجال، لأن كل هذه المفاهيم أصبحت تطبع الحياة اليومية للمواطن، لاسيما نحن فئة أو شريحة المغتربين الذين نشعر ربما أكثر من غيرنا بأهمية الحوار مع الآخر الذي يدرس معنا أو يسكن بجانبنا، أو يعمل معنا في إطار العيش المشترك، ولهذا من المفترض البحث عن قواسم مشتركة تجمعنا أكثر مما تفرقنا. شاهدنا نشاطكم مع وفد اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي تحت رئاسة السيد محرز العماري والوفد المرافق له، ما هي أهم النتائج التي سجلتموها عقب تلك الزيارة لمختلف المجالس المحلية المنتخبة وبعض الجمعيات الخاصة بالمجتمع المدني؟ ** في الحقيقة المبادرة كانت ناجحة جدا لاسيما وأنها كانت تهدف إلى تحسيس المجتمع المدني والسياسي بمعاناة ونضال الشعب الصحراوي، وأغتنم هذه الفرصة بين قوسين إن صح التعبير للدعوة إلى تفعيل المشاركة الصحراوية في المهرجان الإفريقي الثاني للشباب. وعودة لسؤالكم فالزيارة كانت جد ناجحة، وكانت خطوة أولى، وقد تلت تلك الزيارة لقاءات بين منتخبين من المجالس المحلية ونواب وأشخاص فاعلين في المجتمع المدني الفرنسي، وأود الكشف عن مبادرة ستكون في المستقبل القريب، وهي بالضبط قافلة إنسانية ستنطلق في شهر رمضان المبارك المقبل من كل أنحاء فرنسا صوب مخيمات اللاجئين الصحراويين، وأود القول إنه ولأول مرة شعرنا بعد هذه الزيارة الأخيرة بالتطرق الفعلي للقضية الصحراوية، حيث كان يتم التطرق إليها في دوائر وكواليس محصورة وضيقة جدا، واليوم نشعر أنها كانت خطوة كبيرة في إطار التعريف بالقضية بشكل أكثر علانية، يبقى القول أخيرا إننا بحاجة (والصحراويون أيضا) إلى مساعدة كبيرة من طرف الصحافة الجزائرية والدولية لنصرة هذه القضية، لأنها الوسيلة الفعالة لإيصال معاناة هذا الشعب لكافة أقطار العالم لغرض مساعدته على نيل حقوقه المهضومة