تمكنت أمس مصالح الأمن بنجاح أن تبطل مفعول قنبلة كانت موضوعة بالقرب من منزل مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة الإرهابية ''الجيا'' عبد الحق لعيايدة ببلدية براقيجنوب العاصمة، والتي يتوقع أن تكون وراءها الجماعات الإرهابية الرافضة لمسار السلم والمصالحة الوطنية الذي يؤيده لعيايدة. وذكر مصدر أمني أن القنبلة كانت موضوعة في طرد بالقرب من منزل لعيايدة، وتمكنت مصالح الأمن من تفكيكها بنجاح، مشيرا إلى أنه عثر معها على علبة صابون صغيرة وكفن. أما فيما يتعلق بوقائع الحادثة، فقال عبد الحق العيادة لموقع ''كل شيء عن الجزائر'' بعد خروجه من مقر الشرطة القضائية بباب الزوار بالعاصمة، أين تم الاستماع لأقواله لمدة ثلاث ساعات ''كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا عندما خرجت من بيتي، حينها لفت انتباهي طرد بريدي كبير حجمه حوالي 60 سنتم، وضع عليه كفن ومنبه، كان موضوعا بالقرب من سيارة قديمة لم أعد استعملها، ولقد فهمت مباشرة بأن الأمر يتعلق بقنبلة، لأخبر بعدها الشرطة، والتي سارعت لتفكيكها''. ومن جهته بيّن عدلان نجل عبد الحق لعيايدة أن القنبلة كانت معدة للتفجير، وكانت موضوعة في علبة كرتونية بالقرب من المنزل، مضيفا أنه تم اكتشاف أمر القنبلة فجرا، حيث تم إبلاغ مصالح الأمن بشكل سريع، والتي أوفدت فرقة مختصة في تفكيك القنابل لإبطال مفعولها. وفيما يتعلق بالجهة المسؤولة عن وضع هذه القنبلة، ترجح أطراف عديدة أن تكون الجماعات الإرهابية المتهم الأول في هذه الحادثة، كونها قد عمدت في المدة الأخيرة إلى استهداف التائبين الذين تخلوا عن رفع السلاح في وجه المجتمع والتحقوا بمسار المصالحة الوطنية، مثلما فعلت من قبل مع القيادي السابق في تنظيم ''الجيش الإسلامي للإنقاذ'' مصطفى كرطالي، خاصة وأن بعض هؤلاء التائبين قد وجه نداءات إلى الذين لا زالوا في الجبال يدعونهم فيها للاستفادة من المصالحة، وهو الأمر الذي تخشاه هذه الجماعات الإرهابية. ويشار إلى أن عبد الحق لعيايدة كان قد أكد فور الإفراج عنه في مارس 2006 دعمه لمسعى المصالحة الوطنية، وكذا استعداده للعمل على دعوة الإرهابيين في الجبال للنزول والاستفادة من تدابير قانون المصالحة الوطنية، ومعلوم أن مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا'' قد قضى 12 سنة في السجن منذ أن تسلمته الجزائر من المغرب عام ,1994 ليفرج عنه في الأخير تنفيذا لما جاء به ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي زكاه الشعب بأغلبية ساحقة.