ينجو من محاولة اغتيال نجا مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة عبد الحق لعيايدة، صباح أمس، من محاولة اغتيال بواسطة قنبلة يدوية وضعت بالقرب من بيته في دائرة براقي. وقال لعيايدة في تصريح ''للبلاد'' عقب خروجه من مقر الشرطة القضائية بباب الزوار بالعاصمة إنه لفت انتباهه طرد بريدي حجمه 60 سنتيما وضع فوقه مجسم لكفن أمام مدخل بيته وكانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا. وأشار مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة إلى أن القنبلة كادت أن تودي بحياته وبحياة عائلته لولا تدخل عناصر الشرطة القضائية التابعة لباب الزوار، التي تمكنت من تفكيك القنبلة قبل تفجيرها. وفتحت الأجهزة الأمنية تحقيقا مباشرة بعد وقوع الحادثة واستجوبت مؤسس الجماعة المسلحة عبد الحق لعيايدة لمدة ثلاث ساعات للتحري عن الأطراف المشتبه في محاولتها اغتياله وعائلته ، حيث رفض مؤسس ''الجيا'' اتهام جهات معينة في العملية. وصرح للبلاد بأنه يحمل ما أسماهم ''بأعداء الجزائر'' مسؤولية محاولة استهدافه. كما رفض اتهام تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، مشيرا إلى ''عدم إمكانية اتهام طرف معين من دون دليل''. ورافقت ''البلاد'' لعيايدة إلى مقر سكانه الواقع بحي المرجة ببراقي ودلنا على المكان الذي وضعت فيه القنبلة. وبدت عائلة لعيايدة مرتبكة وفي حيرة وتتساءل عن الأطراف الذي تريد استهدفها وقال لعيايدة إنه في انتظار نتائج تحقيقات مصالح الأمن وأشار إلى أنه ''يحقق هو أيضا من جهته في القضية؟''. وتوجه أصابع الاتهام نحو تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذي يستهدف منذ مدة التائبين وقيادات التنظيمات المسلحة التي أعلنت دعم مسعى المصالحة وأقرت وقف العمل المسلح والتوبة، وبادرت بإطلاق نداءات إلى المسلحين للنزول من الجبال والاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، حيث كان التنظيم الإرهابي قد أعلن تبنيه لمحاولة تفجير سيارة القيادي السابق في تنظيم ''الجيش الإسلامي للإنقاذ'' المحل مصطفى كرطالي، في 14 أوت 2007، بمنطقة الأربعاء بولاية البليدة الذي يتواجد حاليا بإسبانيا للعلاج، لإصابته بمضاعفات جراء انفجار القنبلة التي بترت رجله. كما أعلن مسؤوليته عن اغتيال عدد من المسلحين التائبين في العديد من الولايات والمناطق، بهدف ردع المسلحين في صفوفه عن النزول من الجبال وإعلان توبتهم. وأفرج عن عبد الحق لعيايدة في مارس 2009، بعد قضائه 12 سنة في السجن منذ أن تسلمته السلطات الجزائرية من نظيرتها المغربية عام 1994، بعدما استفاد من تدابير قانون السلم والمصالحة الوطنية، الذي دخل حيز التنفيذ في مارس 2009، والذي يقر الإفراج عن المسلحين الموقوفين والعفو عنهم مقابل إعلانهم عدم العودة إلى العمل المسلح. وأعلن لعيايدة مباشرة بعد الإفراج عنه دعمه لمسعى المصالحة الوطنية الذي بادر به الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة، واستعداده للعمل على دعوة المسلحين في الجبال للنزول والاستفادة من تدابير قانون المصالحة الوطنية، على غرار عدد من القيادات السابقة للتنظيمات المسلحة التي أعلنت توبتها. في سياق متصل، كشف عبد الحق لعيايدة عن تنظيمه لندوة صحفية قريبا سيكشف فيها عن موقفه من الانتخابات الرئاسية. ومعروف أن لعيايدة لم يدل بموقفه من الانتخابات الرئاسية المرتقبة هذا الخميس مقارنة بموقفه الداعم لمسعى الرئيس بوتفليقة في قانون السلم والمصالحة.