نجا مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا'' عبد الحق لعيايدة -أمس- من محاولة اغتيال كانت تستهدفه وعائلته، بواسطة قنبلة وضعت بالقرب من بيته في منطقة براقي، وبالضبط أمام سيارة من نوع ''بيجو 406'' التي كانت تركن أمام منزله ''النهار'' تنقلت إلى عين المكان، صباح أمس، حيث وقفت على اللحظات الأخيرة لعملية تفكيك الكيس المشبوه، وهي العملية التي تمت بنجاح من قبل مصالح الشرطة العلمية فرع باب الزوار، اقتربنا من لعيايدة الذي كان واقفا أمام المنزل رفقة علي بالحاج، وعدد من أبناء الحي، حيث قال عبد الحق لعيايدة في لقائه ب ''النهار''، أنه كان يهم بالخروج من المنزل على الساعة السابعة صباحا، متوجها لقضاء أمر يهمه، غير أنه فوجئ بوجود علبة بها منبه أدرك فور رؤيتها أنها قنبلة، ليطلب من نجله عدلان الاتصال مصالح الأمن التي التحقت فورا إلى عين المكان، حيث فككت القنبلة بنجاح، وقال لعيايدة أنه تم العثور على منبه وقطعة قماش بيضاء ''كفن'' موضوعة بداخل علبة ''كرتون''، مساحتها 60 على 40 سنتيمترا، وهي الطريقة التي كانت معتمدة من قبل العناصر الإرهابية سنوات التسعينات. وحول الأطراف التي يتهمها لعيايدة، قال محدثنا ''لا يمكنني أن اتهم طرفا ضد الآخر، غير أنني أستبعد أن تكون من صنيع العناصر المسلحة بالجبال، من المستحيل أن يقتربوا مني، وإذا أرادوا تصفيتي فسيكون ذلك جسديا.. هذا العمل ليس من شيم الرجال، هذه سياسة تخويف تزامنا مع الرئاسيات، أنصحهم بإتباعها مع الصبية والنساء وليس مع الرجال.. من قام بذلك هم أشخاص لا علاقة لهم بالدين على الإطلاق''. وفي رده على سؤال تعلق بسبب استهدافه، قال لعيايدة أن الأطراف التي تسعى لتخويفه، أزعجها نشاطه الخيري، ليؤكد ''إذا أرادوا توقيفي عن الأعمال الخيرية، لا يمكنهم ذلك، لأن من يوقفني هو القبر فقط.. -حسبي الله ونعم الوكيل-.. الشاذلي بن جديد قال أنا مسمار جحا، وأنا أقول لهؤلاء أنا مسمار جحا ما يتنحى''، مضيفا أنه لن يغادر المنطقة حتى ينقل في نعشه. وتوجه أصابع الاتهام نحو تنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' النشط تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود، واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، الذي يستهدف منذ مدة التائبين الذين أعلنوا دعم مسعى السلم المصالحة الوطنية، إذ يعتبر لعيايدة منهم، حيث أعلن التنظيم الإرهابي تبنيه لمحاولة تفجير سيارة القيادي السابق في تنظيم ''الأيياس'' المحل مصطفى كرطالي، شهر أوت 2007 ، بمنطقة الأربعاء بولاية البليدة ، كما تبنى اغتيال عدد من المسلحين التائبين في العديد من الولايات والمناطق الوطن. كما أن نشاط العيايدة ضمن لجان مساندة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، يكون وراء المتاعب التي لحقت بالرجل الذي يسجل له التاريخ وقوفه مع الجزائر والوحدة الترابية للجزائر في أعز الفترات، التي حاول فيها المغرب المناورة في قضية الصحراء الغربية، في حكم الملك الراحل الحسن الثاني. دروكدال يسعى لتصفية كل من دخلوا في إطار ميثاق السلم والمصالحة تدخل محاولة الاغتيال التي تعرض لها مؤسس الجيا عبد الحق لعيايدة في إطار العمليات التي نفذها تنظيم القاعدة ضد التائبين من العناصر الذين تخلوا عن العمل ضمنه، حيث سعى دروكدال في كل مرة لتصفية من طلقوا العمل معه، إيمانا منهم بعدم شرعيته، بعد أن اثروا وبشكل كبير في إحداث شرخ ونزيف حاد في صفوف مجنديه، وقد عمد دروكدال الأمير الوطني لما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في كل مرة للتبرأ من هذه العمليات وإلصاقها بأحد عناصره بعد أن تلقى فشلا ذريعا في تنفيذها، حيث اعترف أمير التنظيم أن الاعتداء الذي استهدف مصطفى كرطالي الأمير السابق لتنظيم ''كتيبة الرحمان'' شهر أوت 2007، بمدينة الأربعاء نفذه أحد عناصر التنظيم المسلح لم يكن محل تكليف من القيادة، وحسب متتبعين للشأن الأمني فإن محاولة اغتيال لعيايدة تدخل ضمن الإطار نفسه، على اعتبار أن هذا الأخير أعلن مساندته المطلقة لمسعى السلم والمصالحة الوطنية ودخل ضمنها ويقوم حاليا بالنشاط في هذا الإطار.