"القاعدة" تستهدف مؤسس "الجيا" التائب بقنبلة ترفقها بقطعة صابون وكفن وقال مصدر أمني، إن القنبلة كانت موضوعة في علبة كرتون بالقرب من منزل لعيايدة، حيث تمكنت مصالح الأمن من تفكيكها بنجاح، مشيرا إلى أنه عثر معها على علبة صابون صغيرة وكفن، وهو الشيء الذي أكده التائب المستهدف للصحافة، بعد خروجه من مركز الشرطة القضائية بباب الزوار، أمس، بعد سماع أقواله بخصوص الحادثة، بالقول "كانت الساعة تشير إلى الثامنة صباحا عندما خرجت من بيتي، وقد لفت انتباهي طرد بريدي كبير حجمه حوالي 60 سنتم مكعب، وضع عليه كفن ومنبه، كان موضوعا بالقرب من سيارة قديمة لم أعد استعملها، ولقد فهمت مباشرة بأن الأمر يتعلق بقنبلة، لأعلم الشرطة التي سارعت إلى عين المكان وتمكنت من تفكيكها". ومع أنه لم يعرف من وراء محاولة اغتيال لعيايدة، كما أن هذا الأخير صرح أنه لا يتهم أي طرف في غياب الأدلة، إلا أن أصابع الاتهام توجه نحو تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي يستهدف منذ مدة التائبين وقيادات التنظيمات المسلحة التي أعلنت دعم مسعى المصالحة وأقرت وقف العمل المسلح والتوبة، وبادرت بإطلاق نداءات إلى المسلحين للنزول من الجبال والاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، حيث كان "التنظيم" الإرهابي قد أعلن تبنيه لمحاولة تفجير سيارة القيادي السابق في تنظيم "الجيش الإسلامي للإنقاذ" المحل مصطفى كرطالي، في 14 أوت 2007 بمنطقة الأربعاء بولاية البليدة، كما أعلن مسؤوليته عن اغتيال عدد من المسلحين التائبين في العديد من الولايات والمناطق من الوطن، بهدف ردع المسلحين في صفوفه عن النزول من الجبال وإعلان توبتهم. يذكر أن عبد الحق لعيايدة أفرج عنه في مارس 2006، بعد قضائه 12 سنة في السجن منذ أن تسلمته السلطات الجزائرية من نظيرتها المغربية عام 1994، بعدما استفاد من تدابير قانون السلم والمصالحة الوطنية، الذي دخل حيز التنفيذ في مارس 2006، والذي يقر الإفراج عن المسلحين الموقوفين والعفو عنهم، مقابل إعلانهم عدم العودة إلى العمل المسلح. وقد أعلن لعيايدة مباشرة بعد الإفراج عنه، دعمه مسعى المصالحة الوطنية الذي بادر به الرئيس عبد العزيز بوتفيلقة، واستعداده للعمل على دعوة المسلحين في الجبال للنزول والاستفادة من تدابير قانون المصالحة الوطنية، على غرار عدد من القيادات السابقة للتنظيمات المسلحة التي أعلنت توبتها. ويعد لعيايدة مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا"، وأول قيادي لها، وتعتبر "الجيا" أكثر التنظيمات الإرهابية دموية في مرحلة الأزمة الأمنية التي مرت بها الجزائر، حيث ارتكبت الكثير من المجازر الدموية التي شهدتها البلاد، كمجزرة الرمكة بغليزان، مجرزة الرايس وبن طلحة في العاصمة، وغيرها.