ينظم الاتحاد من اجل المتوسط يومي الأربعاء والخميس المقبلين بفرنسا مؤتمرا حول المياه في العالم، وبالخصوص في المنطقة المتوسطية، مواصلا بذلك عقده لسلسلة من المنتديات البعيدة عن الأمور الجوهرية التي تهم المنطقة، وذلك سعيا منه لتغطية التعثر الذي يواجهه هذا المشروع بعد أحداث غزة الأخيرة. ويعقد هذا المؤتمر بمدينة ''مونتي كارلو'' الفرنسية يومي الأربعاء والخميس في الخامس عشر والسادس عشر من الشهر الجاري، والمندرج في خانة نشاطات الاتحاد من اجل المتوسط ، حيث سيتطرق إلى مشروع إنشاء مركز للتدريب على إدارة المياه وكل ما يتعلق بقاعدة المعلومات، إضافة إلى انه سيشهد تقديم مختلف المشاريع والأفكار المتعلقة بتجنب الأزمات التي قد تنتج عن مشكلة المياه في العالم. ويأتي مؤتمر ''مونتي كارلو'' بعد سلسلة من المؤتمرات المتعلقة بملف المياه، والتي ناقشت عدة مواضيع منها إدارة الطلب على المياه، والتغيير المناخي، والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتي كانت صلب المؤتمر الذي عقد في بيروت، في حين تناول كل من مؤتمري اسطنبول و باريس مواضيع أخرى. ويأتي هذا المؤتمر كسابقيه للتغطية على الفشل الذي يواجهه الاتحاد من أجل المتوسط ، خاصة بعد الأحداث المأساوية الأخيرة التي عرفها قطاع غزة، حيث لا تزال إلى اليوم أمانته العامة شاغرة على الرغم من تعيين أربعة أمناء عامين مساعدين من بينهم إسرائيل، هذه الأخيرة التي تعد المتسبب في إعاقة هذا الاتحاد بعد أن قامت بمحرقة في قطاع غزة، الأمر الذي دفع بكثير من الدول العربية إلى التهديد بإمكانية الانسحاب من هذا المؤتمر مؤكدين في الوقت ذاته أنهم لن يقبلوا بأي تنازلات لصالح إسرائيل، ومن بينها الجزائر التي أكدت على لسان الوزير الأول أن الاتحاد المتوسطي لن يكون مطلقا بوابة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مشددا في الإطار نفسه على بقاء الجزائر متمسكة بمواقفها بهذا الخصوص. ويشار إلى أن الأهداف الأساسية التي أسس من اجلها الاتحاد من اجل المتوسط هي ترقية التعاون بين ضفتي المتوسط، خاصة ما تعلق منه بالشق الاقتصادي، وبمكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية.