ينتظر أن تغيب الجزائر عن منتدى الاستثمار وتمويل المشاريع في منطقة البحر الأبيض المتوسط الذي ستحتضنه عاصمة الجنوب الفرنسي مرسيليا يوم 27 ماي القادم وبرعاية الاتحاد من أجل المتوسط الذي يكون قد أعطى موافقته على إلغاء اجتماعات وزراء الخارجية. وأفاد موقع ''كل شيء عن الجزائر'' أن منتدى الاستثمار وتمويل المشاريع في منطقة البحر الأبيض المتوسط سيعرف غياب الجزائر، بالرغم من حضور وفود فاعلة في هذا التكتل، ومنها وزير الاقتصاد والصناعة والعمالة الفرنسي كريستين لاغارد ووزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد اللذين ترأس بلادهما هذا الاتحاد حاليا، إضافة إلى ممثل عن الاتحاد الأوروبي وآخرين عن دول جنوب هذا الحوض كالمغرب وتونس والأردن. وليست المرة الأولى التي تغيب فيها الجزائر عن بعض مواعيد الاتحاد من أجل المتوسط منذ الحرب على غزة بداية عام ,2009 عندما أبدت الجزائر رفضها للاعتداءات الإسرائيلية، وأكدت أنها تشكل خطرا على مستقبل هذا الاتحاد كونها جاءت من بلد عضو ضد بلد آخر عضو في التكتل ذاته، حيث سبق وأن اقتصر التمثيل الجزائري هذا العام على مراسيم تنصيب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط الأردني أحمد المساعدة على وفد صغير مقارنة بباقي الأعضاء، إضافة إلى أن الجزائر كانت قد غابت عن الاجتماع الوزاري المصغر الذي سبق هذا التنصيب. ويظهر عدم اقتناع الجزائر بالحالة التي يعيشها الاتحاد من أجل المتوسط من خلال رد وزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله غلام الله على سؤال حول حضر النقاب في فرنسا، عندما قال إن لباريس مشاكل أهم من موضوع النقاب والبرقع عليها الالتفات إليها كالاتحاد من أجل المتوسط والأزمة المالية. إلى ذلك، قالت وسائل إعلامية مصرية إن الرئاسة الفرنسية والرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي وأمين عام منظمة الاتحاد من أجل المتوسط قد وافقوا على اقتراح تقدمت به مصر، يقضي بإلغاء اجتماعات وزراء الخارجية لدول الاتحاد، وكذا اتفاقهم على عقد اجتماع يشارك فيه الممثلون الشخصيون لرؤساء الدول والحكومات للدول الأعضاء في الاتحاد والبالغة 43 دولة، ليقوموا بمهام وزراء الخارجية بديلاً عنهم، مشيرة أن هذا الاقتراح قد جاء تفادياً لمشاركة أفيغدور ليبرمان وزير خارجية ''إسرائيل'' في الاجتماعات الوزارية التحضيرية للقمة، والذي تصر مصر على مقاطعته شخصياً لتصريحاته المسيئة للرئيس المصري حسني مبارك، ودعوته إلى قصف السد العالي في مصر قبل توليه وزارة الخارجية. وتحدث هذه التطورات قبل أقل من شهر من عقد قمة قادة دول الاتحاد من أجل المتوسط في السابع من جوان المقبل بمقر الأمانة العامة للاتحاد ببرشلونة الاسبانية، والتي يبدو أنها تتجه للتأجيل، وفقا لبعض التسريبات الإعلامية من مسؤولين أوروبيين الذين أكدوا أن ''لا أحد يرى فائدة من عقد الاجتماع لمجرد عقده'' في حال كان سيؤدي إلى الفشل''، بالنظر إلى الظروف المحيطة بهذه القمة. وعرف مشروع الاتحاد المتوسطي الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في 13 جويلية 2008 الجمود منذ الحرب الأخيرة على غزة التي قامت بها تل أبيب بداية ,2009 والتي تسببت في تجميد جميع المشاريع المقترحة لتضاف إلى مشكلة تمويل البرامج التي تظل إلى اليوم من بين أهم العقبات التي تعيق هذا المشروع الذي حاولت باريس أن تجعله بديلا لمسار برشلونة .1995