يرتقب أن تحتضن العاصمة البلجيكية بروكسل في السابع من شهر جويلية الداخل اجتماعا وزاريا جديدا للاتحاد من أجل المتوسط، بعد ذلك الذي عقد الخميس الماضي، والمندرج في خانة تفعيل هذا التكتل عقب التعثر الذي ميزه إثر أحداث غزة المأساوية. وذكرت مصادر إعلامية أن الحكومة الفرنسية قد أعلنت أول أمس عن عقد اجتماع وزاري للبحث في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط في بروكسل في السابع من جويلية القادم، حيث حرص في هذا الشأن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إيريك شيفاليير على التأكيد أن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط مازال قائما ويتعين أن يحظى بالاهتمام. وكانت باريس قد شهدت الخميس الماضي انعقاد أول اجتماع وزاري جلس فيه الإسرائيليون والفلسطينيون إلى طاولة واحدة، بعد التعثر الذي مس المشروع المتوسطي منذ أحداث مجزرة غزة التي ارتكبتها إسرائيل بداية العام الحالي. وأعرب المشاركون في هذا الاجتماع الذي خصص لمشاريع المياه والبيئة ومصادر الطاقة المتجددة، ولم يحضره أي وزير جزائري، عن ارتياحهم لانطلاق ديناميكية جديدة، خاصة وأنهم قد بحثوا ما يزيد عن مائتي مشروع، وأعلنوا عن إطلاق بعض المشاريع ''النموذجية'' مثل بناء محطة لتوليد الكهرباء الضوئية في المغرب أو محطات لضخ المياه تعمل على الطاقة الكهرضوئية في تونس. وفي هذا السياق، قال وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو عن هذا الاجتماع إنه ''يمكن القول إنه تحريك لعملية'' الاتحاد من أجل المتوسط، أما وزير الصناعة المصري رشيد محمد رشيد فقد قال ''إن هذا الاجتماع يعطي دفعا مهما، يسمح لنا بالانتقال من إطار سياسي عام إلى التطبيق الفعلي''. ومن جانبه، دعا المستشار الخاص لقصر الإليزيه هنري غينو إلى جعل مشروع جر المياه ومعالجتها في قطاع غزة إحدى ''أولويات'' الاتحاد من أجل المتوسط ''خلال الأشهر القادمة''، مشيرا إلى إبداء الجميع ''انفتاحا على هذا المشروع''، ومعتبرا أن انعقاد الاجتماع الوزاري هو ''دليل على أننا نتخطى مأساة غزة ولو كان ذلك صعبا''. وبخصوص هذا المشروع، أشار بورلو إلى أنه سوف يلبي ''حوالى 20٪'' من حاجات الأراضي الفلسطينية إلى المياه، معلنا عن زيارة ستجري خلال الأسابيع القادمة ''لإقرار هذا البرنامج نهائيا باسم الاتحاد من أجل المتوسط''. وتجدر الإشارة إلى أن اجتماع السابع جويلية ببروكسل يعقد خمسة أيام فقط قبل حلول عام على إطلاق الاتحاد من أجل المتوسط بباريس من قبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي عقد حينها أحلاما كبيرة حول مشروعه، والذي لم يحقق ولا الجزء اليسير مما كان ينتظره أكثر المتشائمين منه.