كشف المختصون في طب علاج الأورام بالأشعة بالجزائر العاصمة عن استفادة المراكز الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان تدريجيا، بتجهيزات العلاج بالأشعة المركزة ذات الثلاثة أبعاد. وأكدت الأستاذة فاطمة مكي رئيسة مصلحة المصورة الطبية بالمستشفى العسكري لعين النعجة بمناسبة الأيام الأولى لعلاج الأورام بالأشعة التي تحتضنها مدرسة الطب العسكري لمدة يومين، أن ''استفادة المستشفى العسكري بتجهيزات علاج الأورام بالأشعة المركزة مرحلة هامة في حياة المرضى كما وكيفا''. وقالت المختصة نفسها إن ''هذه التقنية المتطورة جدا والمتمثلة في الانتقال من العلاج بالأشعة ذي البعدين الى العلاج بالأشعة ذي الثلاثة أبعاد، ستساهم في علاج كل أنواع السرطان وتحسين نوعية حياة المرضى وعائلاتهم''. ومن جهته يرى الأستاذ مصطفى عنتر مدير المستشفى العسكري أن ''استعمال العلاج بالأشعة المركزة من المراحل الهامة جدا في علاج السرطان بالجزائر''، مؤكدا على ضرورة الاهتمام أيضا بالجوانب السيكولوجية للمصاب ومحيطه. ودعا المسؤول نفسه الى الأخذ بعين الاعتبار بعض العوامل التي تؤدي الى الإصابة بالأورام السرطانية حتى يتفادى الأطباء والمواطنون العلاج الثقيل، مؤكدا على الوقاية من خلال الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم والصدر. ومن جانبه شرح الأستاذ قادة بوعلقة التقنية المتطورة في استعمال علاج الأورام بالأشعة المركزة التي سيتم تعميمها قريبا بكل مراكز مكافحة السرطان عبر القطر. وتتمثل هذه التقنية في علاج الأورام بالأشعة ذات الثلاثة أبعاد -حسب الأستاذ بوعلقة- في استهداف قدر كبير من الخلايا السرطانية مع ضمان حماية الأعضاء المجاورة لهذه الأورام وتحسين نوعية حياة المريض. وأكد الأستاذ بوعلقة رئيس الجمعية الجزائرية لعلاج الأورام بالأشعة على ضرورة المحافظة على هذه التجهيزات المتطورة وصيانتها في أوانها عندما تتعطل حتى لا يقع المريض ''رهينة'' لان علاج الأورام -كما أضاف- يتطلب علاجا دائما وفي وقته. ودق المختصون بالمناسبة ناقوس الخطر حول ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان التي بلغت سنويا 30 ألف حالة (2008) بشتى أنواع السرطان نسبة 70 بالمائة منها تستدعي علاجا بالأشعة. وحسب تقديرات المنظمة العالمية للصحة فإن مرض السرطان سيتصدر الأمراض المتسببة في الوفيات في العالم مع آفاق 2010 بدل أمراض القلب التي تحتل الصدارة في الوقت الراهن. ويشير المختصون الى انه إذا كانت نسبة 95 بالمائة من المصابين بالسرطان كانوا يتوفون في سنوات العشرينيات من القرن الماضي، فإن نصف هذه الحالات تتماثل الى الشفاء خلال القرن الحالي بفضل التطور الذي شهده الطب.