أطلقت الهند أمس قمرا تجسسيا إسرائيلي المنشأ، في الوقت الذي أطلق فيه الرئيس الإيراني صواريخ لسانية لقمع الصهاينة وزبانيتهم في العالم، من على منصة قمة دوربان 2 ضد التمييز العنصري، وهو ما أثار حفيظة بعض الغرب الذي حضر القمة، وجعلهم يغادرون احتجاجا على لهجة الرئيس نجاد وهو يتهم بل الأصح يؤكد أن دولة إسرائيل دولة عنصرية. والمصادفة أن الحرب المستعرة بين الهند وباكستان من جهة، وبين إيران وإسرائيل، وبقية الغرب مردها نظرة كل قوم إلى حيوان تتراوح درجة تقديره من الأكل إلى الألفة إلى التقديس والعبادة. وفي هذا المقام ليس من الجنون أو الخبال الاعتقاد أن الحرب بين الهند وباكستان، حرب بين من يقدسون البقر حد العبادة وبين من يجيزون أكلها نيئة ومطهية، مطبوخة ومشوية، ونفس الحال بين إيران وبقية الغرب الذي يأتي على رأسه بلاد العم سام وربيبتها دولة الصهاينة، حيث الصراع، صراع بين من ألفوا الرعي بالبقر ومن هم معقدون منه بسبب قصة موسى مع أجداد اليهود حول هذا الحيوان الظاهرة، وبين أمة سلفها قوم كانوا يقدسون النار التي تستعمل في طهي لحم البقر، حتى دون رمي أي جزء من ''صوالحها''. والاقتناع بهذا التفسير صنو للاقتناع بأن طهران أكثر خطرا على الدول العربية والعالم الحر، من دولة أحفاد البقرة الصفراء الفاقع لونها، ومؤتمر جنيف حول العنصرية خير دليل على ذلك.