كرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على مسامع الوفود الغربية المشاركة في مؤتمر ''دوربان ''2 بجنيف اتهامه لإسرائيل بالعنصرية منتقدا في نفس الوقت منظمة الأممالمتحدة الراعية للمؤتمر بالفشل في حل النزاعات الدولية. وغادر عدد من الوفود الغربية المشاركة قاعة المؤتمر أثناء إلقاء الرئيس الإيراني محمود أحمد نجادي كلمته في مؤتمر دوربان 2 لمكافحة وتحديدا عندما اتهم إسرائيل بصورة غير مباشرة بأنها دولة عنصرية تقوم على مبدأ التمييز والاحتلال وانتهاك حقوق الإنسان، لكنه لم يشر في حديثه إلى المحرقة اليهودية في العهد النازي. وانتقد الرئيس الإيراني إنشاء دولة اسرائيل بعد 1945 واصفا إياها بأنها ''حكومة عنصرية'' وقال أحمدي نجاد في كلمته ''بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لجأوا ''الحلفاء'' الى القوة العسكرية لانتزاع أراض من أمة برمتها، تحت ذريعة معاناة اليهود''.وأضاف ''أرسلوا مهاجرين من أوروبا، والولاياتالمتحدة، ومن عالم المحرقة لإقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة''. وفي أول رد رسمي أوروبي دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الأوروبي الى إبداء ''الحزم الشديد'' حيال كلمة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في مؤتمر ''دوربان ,''2 ووصفها بأنها ''دعوة الى الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عنها''. ولم يكتف الرئيس الإيراني في كلمته المثيرة بتوجيه الاتهامات بالعنصرية الى الدولة العبرية بل أنه انتقد كذلك منظمة الأممالمتحدة نفسها التي ترعى المؤتمر بسبب ''فشلها في فض النزاعات الدولية''. وطالب بإلغاء حق النقض ''الفيتو'' المطبق في مجلس الأمن والذي وصفه بالإجراء العنصري.وكان الرئيس أحمدي نجاد استهل كلمته بانتقاد مجلس الأمن الدولي الذي قام أصلا على مبدأ مكافأة المنتصر في الحرب العالمية الثانية في إشارة إلى الأعضاء الدائمين في المجلس، وليس على مبدأ العدالة بين شعوب الأرض، داعيا لإجراء إصلاحات عاجلة في بنية وآليات عمل المنظمات الدولية بما فيها إلغاء حق النقض الفيتو وإصلاح النظام النقدي العالمي.وافتتح مؤتمر الأممالمتحدة حول العنصرية ''دوربان ''2 أول أمس الاثنين في جنيف في غياب عشر دول كبرى بينها الولاياتالمتحدة وألمانيا، فيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ''خيبة أمله الكبيرة'' لهذه المقاطعة. وقال بان كي مون ''اشعر بخيبة أمل كبيرة ''..'' ان بعض الدول التي يجدر بها المساعدة على شق طريق الى مستقبل أفضل غائبة''، مبديا أسفه لاستمرار ''العنصرية حتى الآن''. وإلى جانب الأمين العام للمنتظم الأممي انتقدت موسكو غياب الدول الغربية الكبرى عن المؤتمر. وقال نائب وزير الخارجية الروسي الكساندر ياكوفينكو الذي يرأس وفد بلاده في المؤتمر إن بعض الدول الغربية التي قاطعت المؤتمر والتي ''تقول عن نفسها إنها ديمقراطية'' تتعرض فيها الأقليات العرقية لعمليات تمييز عنصري منظمة، وأعرب ياكوفينكو في الوقت نفسه عن تفهمه لموقف الدول الإسلامية التي ترغب في الوصول إلى وثيقة لمكافحة العنصرية تتضمن أيضا حقوق الملايين من مواطنيها الذين يعيشون في الغرب، ويتضارب موقف واشنطن تجاه مؤتمر مكافحة العنصرية مع سعيها في ظل إدارة الرئيس أوباما لحجز مقعد في لجنة حقوق الإنسان الجديدة التي قاطعتها إدارة بوش. وبررت الخارجية الأمريكية غيابها عن مؤتمر دوربان 2 بسبب فقرات من مشروع البيان الختامي تتعلق بالتمييز الديني واسرائيل والشرق الأوسط.، يشار إلى أن الوثيقة التي صادقت عليها لجنة التحضير للمؤتمر ، حذفت اي إشارة إلى اسرائيل والإساءة إلى الأديان، وهما ''خطان أحمران'' بالنسبة للغربيين، كما تم الإبقاء نزولا عند طلبهم على فقرة حول ذكرى محرقة اليهود، خلافا لما طلبته إيران.