استبعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس احتمال عقد لقاء قمة بين الرئيس السوري بشار الأسد والوزير الاول الاسرائيلي ايهود اولمرت على هامش قمة باريس التي ستعرف ميلاد الاتحاد من اجل المتوسط.وقال المعلم في تصريح صحافي أمس ان مثل هذه القمة ليست مبرمجة في رزنامة زيارة الرئيس الاسد إلى العاصمة الفرنسية يوم 13 من الشهر الجاري. وأدلى المعلم بهذا التصريح خلال تواجده بالعاصمة الفرنسية حيث يقوم بوضع اللمسات الاخيرة للزيارة الرسمية للرئيس السوري الى فرنسا والتي ينتظر ان تعطي انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية بين باريس ودمشق بعد فتور دبلوماسي تكرس مع اشتداد الأزمة السياسية في لبنان. ونفى وزير الخارجية السوري تحقيق أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة الجارية حاليا بين مفاوضين سوريين ونظرائهم الاسرائيليين بالعاصمة التركية انقرة برعاية تركية. وقال المعلم انه رغم مرور ثلاث جولات حوار الا انها مازالت في بداياتها من منطلق ان هذه المفاوضات تهدف الى تحضير الارضية للشروع في مفاوضات مباشرة بين البلدين من اجل التوصل الى اتفاق سلام. وينتظر ان يشارك الرئيس السوري في مراسم التوقيع على معاهدة الاتحاد من اجل المتوسط التي تعقد بالعاصمة الفرنسية باريس بحضور 44 رئيس دولة متوسطية وأوروبية. ويجري الرئيس السوري يوما قبل ذلك لقاء مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على ان يشارك في احتفالات العيد الوطني الفرنسي يوم 14 جويلية الجاري. وقال وزير الخارجية السوري أن الجانبين السوري والاسرائيلي لازالا فى مرحلة المحادثات غير المباشرة بما يستدعي التوصل الى اتفاق حول الخطوط العريضة لهذه المفاوضات قبل الجلوس الى طاولة مفاوضات وجها لوجه وربما رفع مستوى التمثيل في هذه المفاوضات بناء على ذلك. وذهب المعلم الى المطالبة برعاية دولية لهذه المفاوضات حتى يكتب لها النجاح بقناعة صعوبة الملفات المطروحة على الطاولة خاصة وانها تتعلق بتحديد مستقبل العلاقات في منطقة تعد مشاكلها من اعقد القضايا على الساحة الدولية. وعبر وزير الخارجية السوري عن قناعته في هذا الشأن ان إجراء محادثات مباشرة مع اسرائيل يتطلب دورا امريكيا ضامنا ورعاية اوروبية بالاضافة الى دور فاعل لكل من روسيا والأمم المتحدة. وهو تلميح سوري واضح بعدم ثقة دمشق في أي التزام اسرائيلي انطلاقا من التجربة الماضية والتي انتهت الى الفشل سنة 2000 . وكشف وليد المعلم لاول مرة أن سوريا تلقت ضمانات تركية عن استعداد إسرائيلي الانسحاب من هضبة الجولان. وحول مستقبل العلاقة الاستراتيجية التي تقيمها بلاده مع ايران قال المعلم أن سوريا لم تضع شروطا مسبقة قبل دخولها فى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ولن تطالب إسرائيل مثلا بالابتعاد عن الولاياتالمتحدة. واشار الى انه فى حالة التوصل إلى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل فإن ذلك سيفرض التزامات على كافة الأطراف المعنية فى المنطقة. ومن ناحية أخرى، أكد المعلم أن الجانب السوري لا يخشى اقامة محكمة دولية للتحقيق فى الاغتيالات السياسية فى لبنان خلال العام الماضي وبقناعة ان سوريا بعيدة كل البعد عن هذه الجرائم وبمنطق "أن البريء لا يخشى المحكمة" . وأشار المعلم الى ان دمشق على العكس تؤيد عمل هذه المحكمة اذا كانت قائمة على مبادئ قانونية سليمة، مؤكدا أهمية بعد المحكمة عن الاهواء السياسية أو استخدامها من قبل بعض الاطراف للضغط على طرف أخر.