ينتظر أن يعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاء جديدا مع الوزير الاول الاسرائيليا إيهود أولمرت بالعاصمة الفرنسية باريس على هامش قمة "الاتحاد من أجل المتوسط" المقرر عقدها الأحد القادم بمشاركة 44 دولة متوسطية وأوروبية. وقال مسؤول إسرائيلي أمس، أن الرئيس عباس وأولمرت سيجريان مباحثات ثنائية على هامش القمة في مسعى آخر للدفع بمفاوضات السلام المتعثرة بين الجانبين بسبب المواقف الإسرائيلية المتعنتة والرافضة لإثارة قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها قضية القدس الشريف وعودة اللاجئين. ويأتي الكشف عن هذا اللقاء بعد تردد أنباء عن احتمال عقد لقاء مباشر بين الرئيس السوري بشار الأسد وأولمرت على هامش قمة الإتحاد من أجل المتوسط لبحث قضية هضبة الجولان المحتلة بعد استئناف المفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بوساطة تركية. غير أن الجانب السوري نفى وجود أي ترتيبات في هذا الصدد وأكد أن الجانبين لازالا في بداية مرحلة هذه المفاوضات. غير أن السؤال الذي يعاد طرحه في كل مرة يجتمع فيها الرئيس الفلسطيني برئيس الوزراء الإسرائيلي هو ما جدوى عقد مثل هذه اللقاءات في الوقت الذي تواصل فيه إدارة الاحتلال قمعها اليومي للشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. وأكثر من ذلك فالرئيس الفلسطيني نفسه كان قد اعترف بعدم إمكانية التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة نهاية العام الجاري، كما تعهدت بذلك إدارة الرئيس بوش بعد أن تخلت هذه الأخيرة عن التزاماتها اتجاه القضية الفلسطينية ووقفت إلى جانب المعتدي ضد الضحية. ويأتي الكشف عن هذا اللقاء في الوقت الذي كشف فيه تقرير أممي جديد صدر أمس عن وجود 608 حواجز عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية منها 88 حاجزا يقيم عليها جنود إسرائيليون بينما تمثل الحواجز الأخرى طرق مغلقة بالصخور والأتربة. وذكر التقرير الذي أعده مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في القدسالمحتلة والمعروف باسم "اوتشا" أن الجيش الإسرائيلي يغلق الضفة ويقطع أوصالها بوسائل إضافية منها 86 بوابة و17خندقا و72 جدارا. واكد الدكتور معاوية حسنين المدير العام لدائرة الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة الفلسطينية من جهة اخرى أن عدد الفلسطينيين الذين سقطوا شهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 449 شهيدا بينهم 66 طفلا لا تتعدى اعمارهم السابعة عشرة . وهو ما يرفع عدد شهداء انتفاضة الأقصى إلى 5440 شهيدا منذ سبتمبر عام 2000 . كما أشار البيان إلى أن إجمالي عدد الجرحى في الضفة وغزة وصل إلى 4 آلاف جريح وهو ما يرفع عدد جرحى الانتفاضة إلى أكثر من ستين ألفا في حين بلغ عدد المعاقين بسبب الإصابات 8550 معاقا.