قال وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله أن عهد التطرف الديني عند الأئمة انتهى منذ سنة تقريبا، ''منذ سنة تقريبا لم نسجل وجود أي حالة من حالات التطرف الديني عند أئمتنا، من منطلق أن الأئمة تكونت لديهم فكرة الاجتهاد في الدين، وبدءوا تدريجيا يبتعدون عن الغلو والتطرف وأصبحوا يعتمدون على الوسطية". وحذر الوزير من الغرور الذي أصاب عددا من الأئمة في التعامل مع مرتادي المساجد، مشيرا إلى أن هذا الأمر خلق تغيبات كثيرة على مستوى المساجد في السابق ''الذين اعتقدوا أنهم بلغوا من العلم ما جعلهم يكتفون بإلقاء درس واحد في الأسبوع'' مشيرا إلى أن ذلك ''يدل على عدم إدراكهم وفهمهم لوظيفتهم ومهمتهم". غير أنه أشار إلى أنه '' لم نعد نسجل غيابات كثيرة تخص الأئمة، بعدما كانت تصل في وقت إلى مضى إلى 25 بالمائة، وهي اليوم لا تتعدى 3 أو 4 غيابات فقط". وألح غلام الله في افتتاح الأيام الدراسية لفائدة الأئمة الأساتذة والمرشدات الدينيات الناجحين في مسابقة التوظيف لدورة 2009 -التي تدوم 3 أيام- بدار الإمام بالمحمدية، على الأئمة على ضرورة الاتزام بوظائفهم من خلال ''الحضور و النشاط''، حيث أنه ''لم يعد هناك اليوم إمام خطيب يكتفي بخطبة ودرس الجمعة، بل أصبح لدينا إمام أستاذ وإمام مدرس وكلاهما يقوم بدوره يوميا في المسجد، ويدوام بقدر بحوالي 12 ساعة من الفجر إلى العشاء". وبعد أن أكد بأن الوزارة تعمل على ''مقاومة'' ظاهرة تغيب الأئمة عن المساجد، أشار غلام الله إلى أن هذه الظاهرة عرفت ''تراجعا'' كبيرا مقارنة بما كان عليه في السابق. وفي ندوة صحفية نشطها عقب جلسة افتتاح هذه الدورة، أكد الوزير في رده على سؤال بخصوص حالات شغل أشخاص لا ينتمون لسلك الأئمة للمساكن المخصصة أصلا للأئمة ومدى علاقة ذلك بتغيبهم عن المساجد أن القطاع ''لا يشكو من هذه الظاهرة'' التي -كما قال- ''تعد على الأصابع ولا تتعدى 3 حالات على مستوى الجمهورية". وبخصوص الدورة التكوينية أشار الوزير إلى أن عدد المستفيدين منها ''يبلغ 122 بين إمام ومرشدة دينية، يتمتعون بنفس المستوى العلمي و المكانة الوظيفية''، مضيفا إن ''أزيد من 300 إطار تخرج من مختلف المعاهد هذه السنة". وفي رده على سؤال حول طلب تكون السفارة الفلسطينية قد قدمته لوزارة الشؤون الدينية من أجل قيام مساجد الوطن بخطب للتنبيه إلى خطورة تهويد القدس أكد الوزير أن المساجد في الجزائر ''لم تتوقف يوما عن التوعية بالقضية الفلسطينية'' مشيرا في ذات الصدد إلى ''أهمية وحدة الصف الفلسطيني". وحول سؤال متعلق بالحج أفصح الوزير عن أن وفدا طار إلى المملكة العربية السعودية من أجل تأجير العمارات، موضحا في إجابته على سؤال وجود تخفيضات في تكاليف الحج بالقول'' نتمنى ذلك ونسعى لهذا الأمر". غلام الله يؤكد أن الجزائر لا تمنع الفيزا عن آباء الكنيسة "ممارسة العمال الأجانب شعائرهم الدينية بعد الحصول على رخصة من الوالي" وفي إجابة على سؤال حول ظاهرة النشاط التنصيري في الجزائر، أكد الوزير أن بعض الأشخاص ''يتحصلون على تأشيرات سياحية ثم يستغلونها لممارسة أعمال مختلفة منها أنشطة تنصيرية''، واصفا هذا السلوك ب ''الغش''، مشيرا إلى أن العمال الأجانب إذا أرادوا ممارسة شعائرهم الدينية طلب رخصة من الوالي، وإذا منحها لهم يمكنهم آداء شعائرهم في مكان معين، وإذا لم يفعل فيجب عليهم الالتزام بقوانين الجمهورية. وأوضح الوزير ردا على سؤال متعلق بمنع أباء الكنيسة من دخول الأراضي الجزائرية بحجة نشر النصرانية، قال الوزير ''لم نمنع أحدا من دخول الجزائر، فالفيزا تعطى لكل من يطلبها، غير أن بعض الأشخاص يتحايلون للبقاء في الجزائر" .