التقى وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله في غضون الأيام الماضية مع مسؤول من وزارة الداخلية الفرنسية من أجل التباحث بخصوص الأئمة الجزائريين العاملين في فرنسا والذي يبلغ عددهم حوالي 120 إمام. وحسب ما أفادت به مصادر مقربة من محيط وزير القطاع فإن المباحثات التي جرت بين الطرفين تمحورت أساسا حول موضوع الأئمة الجزائريين في فرنسا والتي سترسلهم الجزائر إلى فرنسا من أجل تأطير المساجد على التراب الفرنسي. وحسب نفس المراجع فإن لقاء غلام الله بالداخلية الفرنسية أسفر عن أن الأئمة الجزائريين لم تصدر بحقهم ولا شكوى واحدة، وهو الأمر الذي أكده الوزير نهاية الأسبوع عندما قال إنه منذ 10 سنوات لم تتلق المصالح الوزارية التابعة له أي شكوى من فرنسا بخصوص الأئمة الجزائريين هناك. ويأتي لقاء غلام الله بمسؤولين مع وزارة الداخلية بعد المراسلات العديدة التي تتلقاها مصالح الوزارة من نفس الجهة من أجل إبرام عقود جديدة نظير الجهود التي يقوم بها الأئمة الجزائريون هناك في مكافحة مختلف الآفات الاجتماعية المستفحلة هناك وبالتالي إفادة المجتمع الفرنسي وليس الضرر به، كما تطلق بعض الأبواق الإعلامية لتشكك في نوايا الأئمة الجزائريين وتقول إنهم مشبعين بالفكر التطرفي والغلو في الدين، وهو الأمر الذي تنفيه الداخلية الفرنسية. وفي هذا السياق يقول غلام الله في آخر تصريح له منذ أيام قليلة إن الأئمة الجزائريين في فرنسا يتقنون التحدث باللغات الأجنبية ويحوزون على شهادات جامعية وكفاءة الإمامة. وعن فحوى اللقاء الذي جمع بين الطرفين فإن المصادر نفسها ترجح اتفاقا جرى بين الطرفين لتحديد شروط قبول الأئمة الجزائريين خاصة من الكفاءة العلمية والسن، إذ أن فرنسا تحبذ أئمة في مقتبل العمر. يأتي هذا في وقت يحوز أغلب الأئمة على شهادات اعتراف من مختلف رؤساء المقاطعات الفرنسية التي تتواجد بها هذه المساجد، مع توفر عنصر الكفاءة، حيث يعتبر هؤلاء من خيرة خريجي المعاهد الإسلامية التي تتوفر عليها الجزائر، إلى جانب أنهم سيسجلون للدراسة في المعاهد الفرنسية. وأوفدت السلطات الجزائرية بمناسبة شهر رمضان مائة إمام إلى فرنسا لإقامة شعيرة صلاة التراويح بمساجدها، وتم اختيارهم بناء على مدى تحكمهم الجيد في اللغة الفرنسية وقدرتهم على التواصل مع المسلمين المنحدرين من جنسيات أفريقية وآسيوية، المقيمين بفرنسا.