تحتضن قاعة ابن زيدون رياض الفتح، صبيحة اليوم، العرض الشرفي الأول للفيلم الوثائقي ''08 ماي 1945 الآخر'' للمخرجة الجزائرية المقيمة بأوروبا ياسمينة عدي، بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي والمخرجة التي ستعقد ندوة صحفية مباشرة بعد العرض، لترد من خلالها على أسئلة واستفسارات الصحفيين. الفيلم الذي يعرض لأول مرة في الجزائر في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الرابعة والستون لمجازر 08 ماي 1945، يقدم شهادات ووثائق هامة تؤكد فظاعة المجزرة وبشاعة الجريمة. وتكشف المخرجة عدي من خلاله على وثيقة حكومية أمريكية استندت إلى إحصاءات سرية فرنسية ذاتها، تشير إلى سقوط أكثر من 17 ألف قتيل في تلك الأحداث. الفيلم عبارة عن تحقيق حول أحداث الثامن ماي 1945 ونعثر فيه على وثائق لم تنشر قبل هذا التاريخ، منها أرشيف الشرطة الفرنسية والمخابرات الإنجليزية والأمريكية. تحاول عدي ان تطرح من خلاله القضية في عمقها فبعد جمعها وتمحيصها للمعلومات الخاصة والسرية بشأن القضية، رأت عدي ضرورة جمعها في فيلم وثائقي ليكون بمثابة وثيقة وشهادة تاريخية جديدة تضاف للأرشيف الوطني، حيث اعتمدت في فيلمها الوثائقي هذا على على ما كتبه الصحفي الأمريكي ''لوندروم بولينغ''، وهو الصحفي الغربي الوحيد الذي زار عين المكان أثناء المجزرة. كما فتحت المجال لشهود عيان، مات منهم حوالي ثمانية خلال فترة التحضير للفيلم، ولعل من ابرز هذه الشهادات التي وردت فيه، شهادة المناضل الذي رسم العلم قبل تعميمه على المناضلين الذين رفعوه في مسيرة سطيف. إضافة إلى شهادة من حملوا الموتى لدفنهم، ومن تعرضوا للاعتقال في أحد السجون بقسنطينة من هؤلاء جماعة حكم عليهم بالإعدام ثم خففت عقوبتهم إلى المؤبد، فلم يغادروا السجن إلا في العام .1962 للتذكير، ياسمينة عدي سبق لها أن عملت كمكلفة بالاعلام لمدة أربع سنوات. وفي العام 1997 بدأت العمل كمساعدة في الاخراج (الإعداد ، التصوير ، ولكن أيضا في مرحلة ما بعد الإنتاج). ثم كرست اهتمامها لكتابة البرامج الوثائقية والتحقيقات. '' 8 مايو 1945 الآخر'' هو اول فيلم وثائقي لها.