عادت ظاهرة كراء السيارات السياحية إلى الظهور بعد انحسار نشاطها في الساحة خلال السنوات القليلة الماضية، لتأخذ أبعادا جديدة غير تلك التي كانت تبدو عليها في السابق من حيث الفئات الطالبة لهذا النوع من الخدمة لدى الوكالات، فهناك من يلجأ إليها لحل مشكلة نقل الضيوف خلال الأعراس، ومنهم من يستعملها للتنقل خلال نهاية الأسبوع وقضاء أوقات مريحة رفقة العائلة أو الأصدقاء. ارتبط وإلى عهد غير بعيد كراء السيارات السياحية بالعاصمة بالمغتربين أو السياح الأجانب أو الشركات الأجنبية في الفترات الأولى لتواجدها بأرض الوطن كحل لحاجتها إلى أنواع مختلفة من السيارات، وها هو اليوم يأخذ شكلا آخر لتحقيق أهداف أخرى يحل من خلالها أصحاب الأعراس مشكلة المواكب ويلجأ إليها الشباب للابتعاد عن جو المدينة نهاية في الأسبوع. مواكب أعراس بسيارات مستأجرة انتشرت وكالات كراء السيارات بالعاصمة بسرعة مذهلة، تتوفر عن طريقها حرية الاختيار بين مختلف أنواع السيارات ولاسيما أن الوكالات صارت تقتنيها بالتقسيط، وبالنظر لتزايد العرض على هذه الخدمة اهتدت العائلات العاصمية إلى طريقة فريدة لتمضية أعراسها في التنقل من مكان لآخر وخاصة في التباهي بموكب العروس المكون من آخر أنواع السيارات. انخفاض أسعار الكراء نوعا ما ساهم في تفشي الظاهرة، حيث علمت ''الحوار'' من أحد المواطنين الذين جربوا كراء السيارات خلال الأعراس أن كراء سيارة واحدة لمدة 24 ساعة تتراوح ما بين 2500 و4 آلاف دينار باختلاف الوكالة وكذا نوعية سياراتها وماركاتها، وقال محدثنا ''قمت السنة الصائفة الماضية بكراء سيارتين بمبلغ 4 آلاف دينار للواحدة يوم زفاف ابني، فنحن لا نملك سيارة عائلية وكنا نتنقل باستمرار من مكان لآخر لاستكمال آخر تحضيرات العرس مستعملين وسائل النقل العمومي وسيارات الأجرة والكلونديستان بمعدل 20 مرة في اليوم تقريبا، إلى أن اقترح علينا أحد الأصدقاء أن نقوم بكراء سيارة تجنبنا عناء كل تلك المصاريف وتساعدنا على التنقل بكل حرية خاصة بوم الزفاف، وفعلا استأجرنا سيارتين استعملنا إحداها لإحضار العروس بعد تزيينها بالأزهار والأخرى في نقل الأدوات والملابس من المنزل إلى قاعة الحفلات التي كانت تبعد عن منزلنا كثيرا''. وأضاف محدثنا أنه سيلجأ إلى هذه الطريقة السنة المقبلة في زفاف ابنته. شباب يستعملونها لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وجد بعض شباب العاصمة من لم تسمح لهم مرتباتهم بالتوفير لاقتناء سيارات إلى كرائها للتنقل بها إلى خارج العاصمة نهاية الأسبوع، حيث أوضح لنا نسيم قائلا ''منذ حوالي سنة تقريبا صرت أنا وأصدقائي ممن درسنا معا في الجامعة نلتقي خارج العاصمة مرة كل شهر تقريبا حتى نحافظ على صداقتنا والتواصل فيما بيننا، بعيدا عن الضجيج والزحام بحثا عن الراحة والهدوء، وبما أننا جميعا موظفين بسطاء ولا يملك أي واحد منا سيارة، رأينا في كراء واحدة من وكالات كراء السيارات حلا مناسبا، فلا نضطر إلى البحث عن كلونديستان يقلنا إلى وجهتنا وآخر من أجل العودة فنحن غالبا ما نذهب إلى تيبازة أو سيدي فرج وأحيانا تصل بنا الطريق إلى غاية شرشال لتمضية يوم كامل على سواحلها الجميلة والتي تزداد جمالا مع المغيب، وإذا ما كانت السيارة بحوزتنا فلا نضطر إلى مغادرة المكان باكرا خاصة وأن مدة الكراء 24 ساعة، أما عن تكلفة الكراء فنحن نتقاسمها فيما بيننا فلا نشعر أنها مرتفعة''. نسيم وأصدقاؤه ليسوا الوحيدين الذين يستعملون سيارات مستأجرة للاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع لأن محمد أيضا -كما قال- هو الآخر يستأجر هو وأصدقاؤه سيارة للتوجه إلى غابة بوشاوي لتأدية بعض التمارين الرياضية في الهواء الطلق من حين لآخر. وحتى الأزواج الجدد وجدوا في كراء السيارات فرصة للاستمتاع بشهر العسل، حسبما علمناه من إحدى السيدات المتزوجة حديثا، والتي أكدت أن زوجها قام خلال الشهر العسل بكراء سيارة مرتين لاصطحابها في نزهة إلى خارج العاصمة.