نسعى إلى إعادة بعث الحركة الثقافية بمدينة الورورد من خلال استرجاع فضاءاتها الثقافية التي استغلت لأغراض تجارية كشف مدير الثقافة لولاية البليدة ''محمد صمادي'' عن مشروع تأسيس ''مهرجان موسيقى لعروبي'' المقرر تنظيمه شهر جوان المقبل. ويؤكد صمادي في هذا الحوار، على أهمية الأيام الدولية للفيلم القصير التي احتضنتها البليدة مؤخرا والتي ساهمت في إعادة بعث الحياة الثقافية من جديد لمدينة الورود بعد الركود الذي أصابها. كما يتحدث صمادي عن الجهود الذي بذلتها هيئته في إنعاش الحقل الثقافي من خلال تلك المخططات والمشاريع والإجراءات التي اعتمدتها مديرية الثقافة للولاية البليدة لهذا الغرض. أصدرت وزارة الثقافة مؤخرا قرارا يقضي بتحويل الأيام الدولية للفيلم القصير الذي تحتضنه ولاية البليدة إلى مهرجان دولي، بصفتك المسؤول المباشر عن القطاع بالولاية ما تعليقك على هذا الإجراء؟ في الحقيقة الأيام الدولية للفيلم القصير التي تحتضنها البليدة كل سنة، مبادرة طيبة ساهمت في إنعاش القطاع الثقافي بالولاية، كما أنها فرصة للشباب باعتبارها فضاء للترفيه، نسعى من خلالها لتدعيم نوادي السينما وكذا الجمعيات المختصة في الفن السابع. وأريد التذكير هنا بأن مديرية الثقافة لولاية البليدة تسعى لبعث الحركة الثقافية بهذه المنطقة من خلال المشروع الذي قمنا بإعداده، وهو مشروع سينما الاثنين ويتوجه بالأساس للمؤسسات التربوية، نهدف من ورائه لإعادة الصلة بين هذه الشريحة من المجتمع وقاعات السينما وهي فرصة بالنسبة لنا لتحسيس المجلس الشعبي البلدي الذي يستحوذ على قاعة سينما استغلت لأغراض أخرى، لأنه -كما تعلمون- فإن وزارة الثقافة في إطار برنامجها العام تعمل على استرجاع عدد هائل من هذه القاعات لفائدة قطاع الثقافة وسيتم ترميم كل هذه القاعات حتى تؤدي دورها كقاعة سنيما. ومن أين استوحيتم فكرة هذا المشروع؟ المشروع مبادرة من طرف وزارة الثقافة ويمس عددا من الولايات منها ولاية البليدة. ونهدف من خلال هذا النشاط إلى إشراك كل المهتمين بالسينما من منتجين ومبدعين في هذا المجال، حيث سيتم استضافة ممثلين ومخرجين لخلق جو من الاحتكاك والمناقشة مع التلاميذ في الثانويات والإكماليات، كما أننا نسعى إلى تمتين هذه العلاقة والصلة بين التلاميذ في المؤسسات والناشطين في مجال السينما، في الوقت الذي لا يعرف الكثير من الشباب معنى السينما، وموازاة مع مشروع استرجاع قاعات السينما نسعى إلى إنشاء نوادي سينما وكذا تأسيس جمعيات تعنى بهذا الفن لأن ذلك سيسهل عملية ترويج العمل السينمائي. وكما تلاحظين فنحن نعمل على عدة جبهات، تصب في اتجاه واحد وهو النهوض بالفن السابع في بلادنا. رغم البرامج التي سطرتموها لتفعيل النشاط الثقافي بولايتكم، إلا أننا لاحظنا قطيعة بين المواطن البليدي والثقافة، ما السبب في ذلك يا ترى؟ أولا أشكركم جزيل الشكر على هذا السؤال، ولكن ما يجب أن يفهمه الجميع أنه علينا أن نفرق بين النشاط والتنشيط الثقافي والفعل الثقافي القائم على أسس ورؤى محددة، فالفعل الثقافي يحتاج إلى رؤى ثقافية كما أنه يحتاج إلى مؤسسات ومنشآت ثقافية وقاعدة ثقافية تتمثل في المجتمع المدني وجمعيات فاعلة في الميدان، فعلى مستوى مديرية الثقافة لولاية البليدة وضعنا جملة من الأهداف: أولا إعادة الاعتبار لهذا القطاع وهذا ما تحقق في نهاية ,2007 فضلا عن ترتيب البيت الثقافي بالنسبة للجمعيات الثقافية وهذا ما تحقق سنة ,2008 والآن نعمل على إنجاز المؤسسات والمنشآت الثقافية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، بالنسبة للمشاريع الثقافية، أظن أنه خلال سنتي 2008 ,2007 عرفت ولاية البليدة حركة ثقافية، كما أن برامجنا للسنة الجارية في المعقول، وقد أضفينا عليها طابعا وطنيا، أذكر على سبيل المثال، إعادة الطبعة الثانية للوردة الذهبية لمسرح الهواة في ولاية البليدة، الصالون الوطني للكتاب، الصالون الوطني للفنون التشكيلية، إعادة بعث أيام الأغنية الروحية تكريما لروح الفنان عبد الرحمان عزيز في شهر رمضان المقبل، كما سينطلق كذلك برنامج التبادل الثقافي مع خمس ولايات أخرى إضافة إلى تدعيم كل المشاريع الثقافية التي تقدمها وتبرمجها وتقترحها مختلف الجمعيات الثقافية. في حديثك عن البرامج الثقافية التي تسعون إلى تجسيدها، ماذا عن قاعة السينما الوحيدة الموجودة على مستوى الولاية والتي تستغل لأغراض أخرى بعيدة عن الفن، ألا تفكرون في ضمها إلى منشآت المديرية؟ كما تعلمون فإن مشروع استرجاع هذه القاعات من صلاحيات الوزارة، وهذا برنامج وطني تشرف عليه مباشرة وزارة الثقافة ومديرية الثقافة على المستوى المحلي، ومع ذلك يبقى موضوع استرجاع قاعات السينما مرتبطا بمداولات البلديات، فالبلديات التي تملك قاعات سينما ستتداول موضوع تحويل هذه القاعات لفائدة قطاع الثقافة، ومباشرة بعد هذه المداولات والإجراءات القانونية المعروفة، سيتم ترميم القاعة وإعادة تأهيلها لتعود إلى نشاطها الأصلي حتى نضع حدا لاستغلال هذه الفضاءات لأغراض أخرى كقاعات للحفلات أو نشاطات أخرى. قدمت وزارة الثقافة مؤخرا طلبا لكل ولايات الوطن مفاده تقديم تصور للنشاط الثقافي الخاص بكل ولاية على شاكلة مهرجان، ما هو المشروع الذي وقع اختياركم عليه؟ فعلا هذا ما نطمح إليه من خلال اقتراحنا -كما سبق وذكرت- الأيام الوطنية ل''موسيقى لعروبي'' التي نأمل أن تترسم فيما بعد كمهرجان، باعتبار أن هذا النوع من الفن خاص بالبليدة وتتميز به على المستوى الوطني، إضافة إلى جملة من المشاريع اقترحناها على الوزارة لا يمكنني الحديث عنها في الوقت الراهن لأنها لاتزال قيد الدراسة.