نشّط أمس مسيّر مؤسسة "يسر آرت" للانتاج السينمائي والاتصال رشيد دشامي ندوة صحفية حول الأيام الدولية للأفلام القصيرة التي من المنتظر أن تنظّم بولاية البليدة في الفترة الممتدة بين 23 و 29 جانفي الجاري بتمويل من وزارة الثقافة ودعم من مديرية الثقافة للولاية. وقد اكتفى مدير أعمال مؤسسة "يسر آرت" للانتاج السينمائي والاتصال ذات البعد التجاري التي تهتم بالإنتاج السمعي البصري والتوزيع، خلال هذه الندوة بالتعبير عن أمله في تحويل هذه الأيام إلى مهرجان مرسّم يتمتّع بكلّ الحقوق المادية والمعنوية، دون تقديم أيّ برنامج واضح لهذه الأيام، ولا عناوين الأفلام المشاركة ولا أسماء الضيوف، مشيرا فقط إلى أنّ هذه الأيام ستشهد حضور 12 دولة من أوروبا وإفريقيا دون الإفصاح عنها، رغم إلحاح الصحفيين، و12 فيلما مازال حتى المنظمون للتظاهرة يجهلون عنه كلّ شيء، إلى جانب تنظيم ورشات تكوين مجهولة المعالم أيضا. والتفسير الوحيد الذي قدّمه المتحدث عن هذه الضبابية هو أنّ برنامج التظاهرة سيوزّع يوم الافتتاح 23 جانفي، رغم أنّ المعمول هو أن يكون برنامج تظاهرة من هذا النوع لاسيما إذا كانت ذات بعد دولي معدّا بعدة شهورا قبل الموعد ويكون برنامجها مضبوطا على الأقل في خطوطه العريضة. وفي سؤال ل"المساء" عن الجديد الذي ستحمله هذه التظاهرة المستحدثة والتي تبحث لها عن مكان في رزنامة المهرجانات الدولية لا الوطنية، لاسيما أنّها تأتي لتضاف إلى المهرجان الدولي للفيلم القصير الذي نظم قبل أسابيع بمدينة تاغيت، أشار المتحدث الى انّه ليس مهما بالنسبة إليه أن تستضيف الأيام نفس الأسماء والأفلام لاسيما الجزائرية منها التي حضرت في الطبعة الأخيرة لمهرجان تاغيت، كما ليس مهما بالنسبة إليه تقديم شيء جديد بقدر ما هو مهم التعريف بالمنطقة وجمالها لاسيما أعالي شريعة التي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة على حد تعبيره. مضيفا أنّ مهرجان تاغيت عرف الضيوف الأجانب بجمال الصحراء الجزائرية والأيام الدولية للفيلم ستكشف لهم جمال أعالي جبال الجزائر، لأن هذا سيسمح لجمهور البليدة بمشاهدة تلك الأفلام، وهو ما يفسّر ربّما أن يكون برنامج الرحلات التي سترافق التظاهرة النقطة الأكثر وضوحا ودقة في برنامج تلك الأيام والتي ستقود منظمي الأيام وضيوفها لأعالي شريعة وإلى مدينة تيبازة . لذلك من المهم التساؤل، لماذا لم يسع المنظّمون لبرمجة تظاهرة سياحية للمنطقة دون الاختباء تحت رداء السينما؟ والتساؤل الأهم هو كيف تسمح وزارة الثقافة بتمويل مثل هذه التظاهرة غير واضحة المعالم والتعاون مع مؤسسة خاصة تجارية تستثمر في قطاع الإنتاج السمعي البصري؟ وذلك بالرغم مما أبداه مدير الثقافة لولاية البليدة سي ماضي محمد العيد من حماس في احتضان المنطقة للتظاهرة ودعم الولاية المطلق لها بكل ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي بحجة بعث حركية ثقافية في منطقة البليدة المعروفة ببعدها الثقافي والحضاري .