أبدى مدير الثقافة لولاية البليدة سي ماضي محمد العيد، استحسانه لاحتضان الولاية للأيام الدولية للفيلم القصير، مشيرا في تصريح ل "المساء" أنّ المديرية تشبثت بالاقتراح منذ طرحه وسعت إلى دعمه لأنّ من شأنه تحريك الساحة الثقافية بالمنطقة. وفي سياق حديثه، اعتبر سي ماضي الأيام التي من المنتظر أن تحتضنها الولاية في الفترة مابين 23 إلى 29 جانفي الجاري طبعة تجريبية سيتم تحليل صداها، وفي حالة نجاحها سيتمّ استغلالها، خاصة وأنّ هناك العديد من الشباب الذين يهتمون بالفن السابع بالولاية. وفي سؤال عن نوع الدعم الذي ستقدّمه مديرية الثقافة للأيام السينمائية المزمع تنظيمها من 23 إلى 29 جانفي الجاري أشار المتحدث إلى أن مديرية الثقافة ستسعى لتوفير كلّ الوسائل المادية والبشرية وكذا الفضاءات لإنجاح "الطبعة الصفر" للتظاهرة، مع العمل على إشراك المجتمع المدني بولاية البليدة من جمعيات، فنانين ومثقفين سيشرفون ويحتضنون التظاهرة، لأنّ ولاية البليدة -يقول المتحدث- ستكون واجهة للجزائر خلال أسبوع كامل لاسيما وأنّ الأيام ستشهد مشاركة 12 دولة. أمّا عن حال الحركية الثقافية بمدينة الورود أشار سي ماضي إلى أنّ ترقية العمل الثقافي على مستوى الولاية يشهد منذ سنة ونصف تقريبا تقدّما ملحوظا، بحيث "سعينا إلى تحقيق مجموعة من الأهداف أولها استرجاع بمصداقية وبحمد الله قطاع الثقافة في ولاية البليدة يتمتع اليوم مصداقيته عالية"، ثمّ وضع إستراتيجية من أجل ترتيب البيت الثقافي وخاصة الحركة الجمعوية والهدف الثالث الذي يسعى إلى تحقيقه ابتداء من هذه السنة هو انجاز مختلف المشاريع الثقافية وكذلك وضع برامج ثقافية تتمثّل في محطّات كبرى منها الأيام الوطنية الخاصة بالكتاب، بالفنون التشكيلية، تنظيم الطبعة الثانية "الوردة الذهبية" لمسرح الهواة بولاية البليدة في شهر مارس، والطبعة الثانية كذلك للأغنية الروحية في شهر رمضان وهذا تكريما لروح الفنان عبد الرحمان عزيز، كما ستحتضن الولاية أهمّ نشاطات المهرجان الإفريقي الذي ستنظمه الجزائر في شهر جويلية المقبل. إلى جانب ذلك ستنطلق الولاية حسب نفس المتحدّث في تجسيد مشروع "الاثنين السينمائي"، مضيفا أنّ هذه الخطوة تدخل في إطار إستراتيجية وزارة الثقافة وسيشمل مجموعة من الولايات كتجربة أولى من بينها ولاية البليدة وهذا المشروع سوف يغطي كلّ المؤسسات التربوية الموجودة في إقليم الولاية. ويقوم هذا النشاط السينمائي على تعريف التلميذ بفن السينما من خلال عرض أفلام سواء في المدارس أوفي قاعات السينما وذلك بحضور مخرجي الأعمال والممثلين .. للنقاش مع الأطفال وتسعى مديرية الثقافة وبالتنسيق مع المعلمين والأساتذة المختصين في النشاط الثقافي لإجراء مسابقة حول الأفلام المعروضة، كلّ ذلك بهدف توسيع الثقافة السينمائية لدى أبناءنا وبناتنا، وأيضا إبراز واكتشاف الطاقات الإبداعية في مجال الفن السابع. وفي سؤال عما يقصد بترتيب البيت الداخلي وتنظيم الحركة الجمعوية، أوضح المتحدّث أنّ المديرية تسعى إلى بعث الحركة الجمعوية وجعلها تعمل في نوع من الاستقلالية والاكتفاء الذاتي من خلال وضع مشاريع ثقافية واضحة المعالم، بمعنى - يقول مدير ثقافة البليدة- "تعاملنا مع هذه الجمعيات سيكون من خلال مشاريع واضحة ودقيقة، لأنّ الجمعيات التي تدّعي الاشتغال في المجال الثقافي تعدّ بالمئات لكن الفاعلة منها تعد على أصابع اليدين"، وفرز الصالح من الطالح يكون على أساس المشاريع الثقافية التي تقدّمها كلّ جمعية، أي لا يتم الاعتراف إلاّ بالجمعية التي تحمل برنامجا ومشروعا ثقافيا يخدم الثقافة والهوية الوطنية. وقد أحرزت هذه الخطوة تقدّما كبيرا حيث أنّ الجمعيات البليدية الآن بصدد تقديم مشاريعها الثقافية والمؤشر الايجابي في هذا المجال هو أنّ كلّ المشاريع الثقافية خلال سنة2009 ستشرف عليها الجمعيات الثقافية التي تضم شبابا متطوّعين وبطّالين وليس من تنظيم مديرية الثقافة التي ستكتفي بالإشراف فقط، وقد تمّ التوصّل إلى تحديد 41 جمعية فاعلة من أصل 250 جمعية موجودة بالبليدة.