اشتكى العديد من المرضى المصابين بالسرطان، إضافة إلى التأخر في حصولهم على مواعيد جلسات العلاج الإشعاعي والكيميائي، من النقص الكبير في بعض الأدوية من جهة ومن ندرة من ناحية ثانية، تتسبب في تفاقم حالاتهم وتزيد معاناتهم، خاصة وأن تلك الأدوية من النوع المخصص للاستعمال الاستشفائي فقط، فالعديد من المرضى يموتون دون تلقي العلاج اللازم. يشهد مركز مكافحة السرطان بيير وماري كوي، هذه الأيام، ندرة في بعض الأدوية الكفيلة بالتقليل من الألم وأخرى لتقوية المناعة، والتي، حتى وإن أرجعها العاملون على مستوى المركز إلى التأخر في تزويده من قبل الصيدلية المركزية للمستشفيات بها، لن تكون تبريراتهم قادرة على إصلاح ما أفسده الزمن الناتج عن سوء التسيير. وصول الجرعات بعد فوات الأوان نددت العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي من اللواتي تعالجن على مستوى بيير وماري كوري، من ندرة نوع معين من الدواء يعد ضروريا وأساسيا في سلسلة علاجهن، فحتى بعدما أعلنت إدارة المركز جلب 400 جرعة من دواء ال ''إيرسيبتين''، لا زالت المريضات تشتكين ندرته النسبية، فعلاجهن يعتمد عليه بنسبة 100 بالمائة ولا يمكن تعويضه بأي نوع آخر من الأدوية التي توفرها وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات للعلاج الداخلي بالمستشفى، حيث تمدها به الصيدلية المركزية للمستشفيات، فهو يعتبر مضادا جسميا أحادي العلاج ضد داء سرطان الثدي، حيث أكدت المجموعة العالمية لبحوث السرطان في رابع دراسة لها تمت مؤخرا، فعالية هذا الدواء، والذي تبين أن إرفاقه مع العلاج الكيميائي يزيد من فرص شفاء المصابات ويمدد في حياتهن. وللإشارة، فإن ذات الدواء الذي يتم اعتماده في علاج سرطان الثدي مباشرة بعد رابع حصة علاج كيميائي تتلقاها المصابة، ينقص وبنسبة 50 بالمائة خطر معاودة الداء لجسم المريضة. وأكدت إحدى المريضات التي خضعت مؤخرا لعملية استئصال الثدي المصاب، أنها جد محظوظة بتزامن رابع جلسة علاج كيميائي لها مع توفير المركز له، متأسفة في ذات الوقت لإحدى الحالات التي لاقت حتفها بسبب تأخر توفيره، ما أثر جدا على حالتها النفسية بتخوفها من أن تلقى نفس المصير هي الأخرى، فكما قالت ''فعلا وصلت الجرعات لكن في وقت متأخر لتنقذ ما يمكن إنقاذه فقط، فال 400 جرعة لا تسد حاجة المركز الذي يستقبل 13 ألف مريضة في أمس الحاجة إليه، مقابل تقديم رئيس مصلحة الأورام السرطانية سنويا طلباته لصيدلية المركز لتزويده ب 16 ألف جرعة، حسب ما علمناه من إحدى رئيسات الجمعيات الناشطة في مجال مكافحة السرطان، وواصلت المريضة مضيفة ''أن المرأة التي توفيت متأثرة بنقص العلاج، كانت قد تعبت من رحلة الذهاب والإياب بين العاصمة وولاية المدية، حيث بقيت في الآونة الأخيرة على اتصال حتى أطلعها إذا ما تم توفير الدواء أم لا، وفي يوم اتصلت بها لتبشيرها بقرب انتهاء معاناتها تلقيت النبأ المحزن بوفاتها منذ يومين فقط''. المريضات سترفعن رسالة جديدة لرئيس الجمهورية أكدت هذه السيدة المصابة والتي تتماثل للشفاء، أنها حتى وإن شفيت من مرضها هذا فلن تنسى ما عانته لفترة طويلة ومعاناة الضحايا الأخريات لهذا المرض القاتل، وستكافح من أجل من لازلن مريضات حتى تحظين بالاهتمام الكافي من طرف السلطات المعنية، فنضال الجمعيات الناشطة في الميدان لابد أن يكوون يكن مدعوما بمطالب قوية وحجج أقوى للمرضى أنفسهم. وعلى هذا الأساس ستقوم هذه السيدة رفقة مجموعة كبيرة من المصابات بسرطان الثدي تحديدا بكتابة رسالة أخرى على غرار تلك التي تم رفعها شهر أفريل الماضي إلى رئيس الجمهورية بمناشدته مرة أخرى للإسراع والتعجيل بدراسة مطالب مرضى السرطان في الجزائر بصفة عامة والمصابات بسرطان الثدي بصفة خاصة.