كشف ''جعفر عمران'' ممثل عن مجموعة من المرضى المصابين بالسرطان عن أنه سيتم قريبا الإعلان عن ميلاد ''جمعية خاصة للمرضى المصابين بالسرطان'' أعضاؤها ومسؤولوها من المرضى، باعتبارهم وحدهم القادرين على الدفاع عن قضيتهم في العلاج، والمتابعة بعد انتهاء العلاج، وتحديدا في الحصول على الأعضاء الاصطناعية بعد الاستئصال، ومعرفة النوعية الجيدة منها من الرديئة، والمطالبة بتعويضها من طرف الضمان الاجتماعي. تطرق السيد ''عمران'' في لقاء خاص جمعه ب''الحوار'' إلى معاناة المرضى المصابين بالسرطان، مؤكدا أنها تتكرر على المستوى الوطني انطلاقا من مشاكل الانقطاع المتكرر للأدوية ومركزية العلاج وما ينجر عنه من نتائج في صعوبة التنقل والإيواء، وصولا إلى افتقادهم العناية والتكفل بعد انتهاء العلاج الكيميائي والإشعاعي في الحصول على أعضاء اصطناعية، وأن تكون معوضة من طرف الضمان الاجتماعي. من مركزية العلاج إلى نقص التكفل سرطان المثانة، فتحة الشرج، الجهاز الهضمي، الثدي ومجموعة أخرى من أنواع السرطان التي ذكرها محدثنا من تلك التي تحتاج إلى العناية المتواصلة بعد انتهاء جلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي، بعد الخضوع للتدخل عن طريق الجراحة باستئصال هذه الأعضاء أو جزء منها، لا زالت غير متكفل بها في بلادنا من طرف وزارة الصحة باعتبارها تندرج ضمن العلاج أو الجراحة التجميلية، ولا يعد هذا المشكل الوحيد الذي يطرح بين المرضى، فهاجس التنقل إلى العاصمة أو المدن الكبرى لتلقي العلاج يشكل أكبر عائق أمام غالبية المرضى الذين يتخلى الكثيرين منهم عن متابعة حالتهم طبيا، وتحديدا الفقراء، حتى مع تدخل الجمعيات الناشطة في الميدان لتقديم يد العون لهم، إلا أن ما تقوم به يبقى غير كاف، ومقتصرا على التدخل في مواطن دون أخرى، ما دفع بمجموعة من المرضى إلى التفكير في خلق وتأسيس جمعيتهم الخاصة بهم يطرحون من خلالها مشاكلهم ومعاناتهم. وذكر''جعفر عمران'' في نفس الإطار أن التحضير لميلاد الجمعية جار على قدم وساق، معلنا أن هدفها الأول والأساسي هو إعادة طرح قضايا مرضى السرطان المعروفة لدى العام والخاص من نقص الهياكل في المناطق النائية وتأخر المواعيد، وغياب مراكز استقبال وإيواء المرضى، ولتطرح لأول مرة على الساحة مواضيع ليس بإمكان جمعيات مساعدة المصابين بالسرطان مناقشتها والمطالبة بتطبيقها. الأعضاء الاصطناعية مطلبنا الأساسي تتدخل الجمعيات الناشطة في الميدان في مجالات محددة، قال ''عمران'' كالمطالبة بتوفير الأدوية في حال ندرتها أو انقطاعها وزيارة المناطق النائية لتقديم الفحوصات المجانية والدورية في إطار مكافحة سرطان الثدي بين النساء الريفيات، وتنظيم حملات التوعية والتحسيس، بينما تخرج من تحت سيطرتها إمكانية التدخل في العديد من المجالات الأخرى التي كما يقول المثل عنها ''سال المجرب ولا تسال الطبيب'' لا يعرف المطالبة بها سوى المرضى أنفسهم. وتعد الأعضاء الاصطناعية المطلب الأول والأساسي لدى المصابات بسرطان الثدي، اللواتي تم استئصال أثدائهن، حيث تبقى عملية وضع الثدي الاصطناعي جد محتشمة ومقتصرة على فئة معينة، تلعب الواسطة الدور الأكبر في حصولهن على هذه الفرصة، بينما لا تحظى الغالبية الكبرى بها حيث تبقى بالنسبة إليهن نوعا من الجراحة التجميلية بعيدة المنال، لضخامة كلفتها ببلادنا، علاوة على أنها غير معوضة من صندوق الضمان الاجتماعي، فحتى الشعر المستعار الذي تلجأ بعض النسوة إلى استعماله في حال الخضوع للعلاج الكيميائي يتم اقتناؤها كواحدة من الإكسسوارات التجميلية حتى وإن كان الغرض منها درء نتائج العلاج فإنها لا تخضع للتعويض، ونسعى أضاف ''عمران'' إلى إدراجها ضمن قائمة الأعضاء الاصطناعية التي نطالب بأن تكون في متناول الجميع، ومعوضة من قبل وزارة العمل والضمان الاجتماعي.