أظهرت أول دراسة حول الإصابة ببكتيريا الهيليكوبكتير بيلوري قدمتها الدكتورة نادية متوغي بكلية الطب لجامعة الجزائر يوم الاثنين أن نسبة الإصابة بهذه البكتيريا تصل إلى 91 بالمائة.وبينت الدراسة حسب الدكتورة متوغي من مصلحة الطب الداخلي لمستشفى القبة والتي أجرتها لمدة 6 سنوات من 2002إلى غاية السنة الجارية على عينة 275 مصاب بأمراض الجهاز الهضمي تم معاينتهم بالمصلحة المذكورة. ويعرف المختصون الهيليكوبكتير بيلوري بالبكتيريا المجهرية التي تنتقل عن طريق اللعاب منذ الطفولة وتتحول عند العديد من الأشخاص عند الكبر إلى قرحة المعدة وفي بعض الحالات إلى سرطان الجهاز الهضمي. وتهدف هذه الدراسة الأولى من نوعها التي أشرف عليها الأستاذ إبراهيم توشان رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى القبة وبتمويل مخبر البحث التابع لنفس المؤسسة للتعرف على معدل الإصابة بجرثومة الهيليكوبكتير بيلوري من جهة والتأكد من مدى فعالية العلاج المقدم للمرضى. واستعملت الدكتورة متوغي 5 أنواع من العلاج المعتمد على المضادات الحيوية مركزة على العلاج الثلاثي المتمثل في دواء الامبرازول والاموكسيلين والمترومتازول (أدوية أصلية) لعلاج مدته 14 يوما.وأثبتت نفس الدراسة أن شريحة العمر التي سجلت لديها الإصابة أكثر من غيرها هي فئة 21 إلى 40 سنة وأن هذه الجرثومة تنتشر أكثر عند النساء. كما بينت الدراسة أن نسبة 50 بالمائة من الأشخاص الذين خضعوا للدراسة استجابوا للعلاج رغم ظهور بعض الأعراض الجانبية للأدوية مثل آلام بالبطن والإسهال وأن نسبة 6ر9 بالمائة من المصابين تخلصوا نهائيا من الجرثومة. وحسب الدراسة فإن العلاج لم يكن بنفس الفعالية عند الرجال والنساء حيث أن الجرثومة كانت مقاومة للمضادات الحيوية أكثر عند الفئة الثانية أي النساء أكثر من الرجال، وخلصت الدراسة إلى أن جرثومة الهيليكوبكتير بيلوري تبقى من الإصابات التي يتعسر علاجها عبر العالم ويعلق المختصون آمالا كبيرة على مجال البحث للكشف عن لقاح يحمي من هذه البكتيريا. أما الفريق الطبي الذي قيم هذه الدراسة وثمنها فقد وصفها ب''الخطوة الإيجابية'' التي يجب الاعتماد عليها في معالجة الأشخاص المصابين في انتظار أعمال أخرى خلال السنوات المقبلة. ويذكر أن الإصابة بهذه البكتيريا التي تم اكتشافها سنة 1982 والتي ترتبط بالظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل بلد، تشهد انتشارا بالدول المتقدمة بنسبة تتراوح بين 20 إلى 40 بالمائة وبالدول السائرة في طريق النموبنسبة تتراوح بين 40 إلى 90 بالمائة.