افتقار مستشفيات الوطن لاختصاص طب و جراحة الأوعية و الشرايين تفتقر الصحة با لجزائر إلى تدريس اختصاص طب الأوعية في كلية الطب،و كذا إلى مصالح لجراحة الأوعية و الشرايين عبر الهياكل الاستشفائية بالوطن استنادا لما كشفه ل "المساء " الدكتور احمد حطري أستاذ مساعد في الطب الداخلي بمستشفى بئر طرارية بالعاصمة على هامش انعقاد الملتقى الثاني لطب الأوعية و الشرايين مؤخرا بالاوراسي·
وقال الدكتور حطري أن جراحة طب الأوعية با لجزائر لا تتوفر إلا على مصلحتين بالوطن ، بمستشفى وهران و المؤسسة الاستشفائية المختصة "معوش" با لجزائر العاصمة· و تأسّف المتحدث إلى نقص تدريس هذا الاختصاص بكليات الطب الجزائرية قائلا ان الجمعية الجزائرية لطب الأوعية و الشرايين قد أخذت على عاتقها منذ نشأتها قبيل 3 سنوات مسؤولية إخطار وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ، الى جانب لفت انتباه وزارة الصحة و إصلاح المستشفيات الى ضرورة إدماج اختصاص طب الجراحة و الأوعية في برامج التدريس بكليات الطب بالوطن، غير ان هذه الجهات لم تتحرك لحد الآن يقول الدكتور· ويتعرض المصابون بداء السكري بصفة شبه أكيدة لأمراض الأوعية والشرايين، بلغ عددهم 200 ألف حالة حاليا ، ومن المرتقب ان يصل هذا العدد إلى 400 ألف مصاب خلال السنوات القليلة المقبلة · و حسب البروفسور بروري رئيس مصلحة الطب الداخلي بمستشفى بئر طرارية فان مريض واحد من بين خمسة مصابين بأمراض الشرايين يتعرض لبتر الأرجل· ويوصف مرض الأوعية و الشرايين بمجمع أمراض خطيرة على غرار القلب و ارتفاع ضغط الدم و داء السكري والكلى وقصور الأوعية المزمن أو الدوالي، كما يصنف المرض ضمن الأمراض المزمنة التي انتشرت بكثرة بالجزائر خلال السنوات الأخيرة·و تعتبر البدانة أهم سبب في الإصابة بهذا المرض·و تظهر الإحصائيات الرسمية أن 36 بالمئة من سكان الجزائر مصابون بالبدانة خاصة على مستوى البطن ، والظاهرة تمس كل الشرائح العمرية بما فيها الأطفال والمراهقين يضيف الدكتور- مرجعا سبب استفحالها إلى نظام التغذية السيئ للجزائريين· وانحصر الموضوع الثاني للملتقى حول قصور الأوعية المزمن او الدوالي الذي يعتبر عامل الوراثة أهم سبب في انتشاره· وتفتقر الجزائر للإحصائيات حول هذا المرض·و أشار الدكتور حطري إلى أن أهم هدف للملتقى المنظم هو تكوين 400 طبيب من الوطن سواء العامون أو أخصائيو الطب الداخلي والقلب حول هذا المرض و تبادل الخبرات مع خبراء صحة فرنسيون كانوا قد عرضوا تجربتهم في السياق بنفس الملتقى· و الدوالي هي العروق الزرقاء البارزة التي نراها تحت الجلد في الساق و تظهر صمامات الأوردة كالعقد في هذه العروق· و قد يحس مريض دوالي الساقين بالألم في الساق و الثقل و يمكن أن يحدث بعض التورم في الكاحل و القدم بالإضافة إلى أن الدوالي تسيء للشكل الجمالي للساق·كما أن الدوالي عرضة للزيادة مع مرور الوقت لذا من المهم العمل على منع تطورها·وتحدث الدوالي ،يقول محدثنا،خاصة عند الأشخاص الذين يقفون لفترات طويلة أثناء اليوم و خاصة الذين يقفون بدون حركة و تعتبر السيدات من المعرضين بنسبة أكبر لدوالي الساقين بالضعف تقريبا أكثر من الرجال خاصة بعد الحمل و الولادة·كما تعتبر السمنة من العوامل التي تجعل الشخص عرضة لحدوث الدوالي،و نقص الحركة و الوقوف لمدة طويلة وهو ما يؤدي إلى صعوبة صعود الدم من الساقين في اتجاه القلب· و يمكن بتحريك القدمين باستمرار خاصة أثناء الجلوس الطويل بمد الساقين مثلا أو الوقوف الطويل، فهذا يساعد على تحسين الدورة الدموية ومنع تراكمها في الساقين و بالتالي منع ظهور الدوالي التي تفتقر المصالح الصحية لاختصاص جراحتها،يقول الدكتور حطري مضيفا ان ارتداء الجورب الطبي المانع للدوالي و هو جورب ضاغط يمكن أن يكون تحت الركبة أو إلى الفخذ ويضغط على الأوردة لمنع تراكم الدورة الدموية بها يعتبر حاليا أحسن حل لمنع تطور الدوالي رغم سعرها الباهظ في السوق الوطنية حيث تجاوز 4 آلاف دينار·· نشير أخيرا ان أهم محاور المتدخلين خلال أشغال الملتقى الثاني لطب الأوعية و الشرايين ، قد انحصرت مجملا حول :مخاطر الأوعية بسبب قصور الأوعية الدموية المزمن (الدوالي)،تطور عامل البدانة عند المراهق·دراسة حالة بلدية بئر خادم، خطر القصور الكلوي عند المريض بالسكري،التكفل بمرضى قصور الأوعية الدموية،و علاج مرض الدوالي بعرض التجربة الفرنسية·