في حدود الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم الأحد، سيكون الموعد الذي انتظره الجمهور الجزائري طويلا، لأن التاريخ سيتوقف ليسجل صفحات جديدة في سجل الكرة العربية. ويتعلق الأمر بالمواجهة الواعدة التي تجمع المنتخبين الجزائري والمصري، التي تدخل ضمن الجولة الثانية للتصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا .2010 هذا الموعد الهام الذي وصفه الجميع ''بالتاريخي''، سيكون بطعم مميز جدا، لأنه سيجري في مدينة، تتعطر برائحة الورود، وبالتالي فإن الحساسية الموجودة بين الفريقين، سيلفها هذه المرة عبق الورود. وتعد هذه المباراة التي انتظرتها الجماهير الجزائرية والمصرية الشغوفة منذ إعلان نتائج القرعة منذ قرابة 8 أشهر من الآن، مصيرية للمنتخبين. وسيعيش اليوم الشعبان الجزائري والمصري على الأعصاب طيلة 90 دقيقة من المباراة الكروية التي أريد لها أن تكون ''غير عادية''، فلا الجزائريون يرضون حتى بنتيجة التعادل، ولا المصريون يرضون بالهزيمة من منطلق التصريحات التي لازال يدلي بها الطاقم الفني للفراعنة. لقاء ''الإخوة'' لن يمر هكذا دون أن يترك لمسته، حيث تم تجنيد إمكانيات ضخمة من أجل إنجاح الموعد الكروي الذي يريد منه المسيرون أن يكون عرسا كرويا لا أقل ولا أكثر، خاصة في ظل التصريحات النارية من قبل بعض وسائل الإعلام التي جعلت من المباراة فرصة لن تعوض لملأ صفحاتها اليومية وإثارة الجماهير، للانسياق وراء تلك التصريحات والجعل من اللقاء فرصة لإثارة العداوة بين الشعبين. جدار أمني استثنائي على الملعب منذ الثلاثاء والبليدة تتأهب للموعد اتخذت ولاية البليدة إجراءات أمنية استثنائية في محيط ملعب تشاكر أو داخل المدينة من أجل ضمان السير الحسن للمقابلة، التي سيحضرها ما يفوق 50 ألف مناصر للفريق الوطني و1800 آخر من الجالية المصرية في الجزائر، والتي ستحظى بحماية خاصة في الملعب، حيث سيتم عزلها عن المناصرين الجزائريين في رواق خاص، إلى جانب حضور مميز بالمنصة الشرفية التي ستتشرف بحضور وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار وشخصيات مهمة من البلدين. ومن جملة الاحتياطات التي اتخذتها السلطات العمومية انطلاقا من العاصمة، تكثيف الحواجز الأمنية عبر الطرق السريعة لضمان سلامة الأنصار الذين يتدفق أغلبهم من العاصمة وضواحيها، إضافة إلى وضع شاشتين عملاقتين للجماهير التي لم يسعفها الحظ في اقتناء التذاكر، واحدة توضع أمام ملعب تشاكر والأخرى بوسط البليدة. واتخذت المصالح التابعة للملعب على عاتقها توفير 40 ألف كيس بلاستيكي من الماء لتجاوز ما حدث أثناء لقاء كأس الجمهورية، أين كان عامل الماء النقطة السوداء في تنظيم اللقاء. وحسب ما استفيد من المصالح الأمنية فإنه سيتم منع إدخال جميع المفرقعات والألعاب النارية ولن يسمح سوى بإدخال ''سوندويش'' وقارورة ماء، من أجل سد الرمق خاصة وأن الملعب سيفتح أبوابه انطلاقا من الساعة الثانية زوالا. تدفق 50 ألف مناصر على ''تشاكر'' مند فجر اليوم ككل لقاء كروي من هذا النوع يتدفق أنصار الفريق الوطني منذ الساعات الأولى، مع بروز أول خيوط النهار على ملعب تشاكر من أجل الظفر بكرسي هناك أو حتى نصف مكان، المهم هو حضور المباراة، ولن تكون وسيلة النقل هي العائق الكبير أمامهم، فمنهم من اختار السير على الأقدام كما هو الحال عند أحد المناصرين الذي التقيناه صدفة على الطريق وهو يحمل الراية الوطنية التي وضعها على صدره، خاصة وأنه بدأ رحلته منذ صباح أمس ليؤكد أنه ''سيصل عند الموعد بالتحديد خاصة وأن البليدة لا تبعد عن العاصمة سوى ب 60 كلم''، إذن هو المشي على الأقدام، في الحافلات، في السيارات، في القطارات في الطائرات في البواخر من القادمين من المدن الداخلية والساحلية من شرق وغرب الوطن من عاشقي الأفناك للظفر بمشاهدة المباراة الأكثر أهمية. مباراة بحرارة تفوق 100 درجة مئوية تقابلها 20 درجة طبيعية حسب ما أفادت به مصالح الأرصاد الجوية فإن لقاء الخضر بالفراعنة سيلعب تحت درجة حرارية لا تتعدى 25 درجة مئوية بينما ستفوق 100 درجة على أرضية الميدان وفي مدرجات الملعب التي سيلهبها الأنصار طيلة 90 دقيقة بالأهازيج والأغاني، وستكون أغاني الجزائريين الذين سيسخرون أصواتهم في ذلك اليوم في سبيل الرفع من معنويات الفريق الوطني الذي يتأثر كثيرا بالجماهير الغفيرة الحاضرة في الملعب، خاصة وأنه قد انطلقت منذ أمس الاحتفالات بلقاء الجزائر بمصر على مستوى جميع أنحاء الوطن، حيث شوهدت السيارات المزينة بالأعلام الوطنية والأغاني الوطنية التي أنتجت مؤخرا في ظرف أقل ما يمكن أن نقول عنه إنه قياسي جدا، وأخذت منذ صبيحة أمس السيارات تجوب العاصمة، حاملة الرايات الوطنية التي أصبحت في الأيام الأخيرة ترتبط بهذا اللقاء المصيري. جيبوها يا لولاد .. جبيوها يا لولاد .. ''وان، تو، تري'' تربك ''المصاروة'' لن يكف أنصار الخضر عن الهتاف وترديد أغاني الفريق الوطني، مثلما كان زمن الكرة المستديرة الجزائرية يصنع الحدث الوطني في السنوات الماضية، وحسب ما أكده لنا أحد المناصرين فإنه لا توجد أحسن من ترديد الشعار العالمي الذي يتميز به الفريق الوطني ''وان تو تري ''فيفا لالجيري'' الذي ينطلق من حناجر الجمهور ككلمة واحدة في زمن واحد وتصل إلى آذان اللاعبين في وقت واحد تدوي من خلاله الملعب، وكأنه كتلة واحدة متلاحمة، إلى جانب أغنية ''جيبوها يالولاد إن شاء الله'' التي ستجعل الفريق المصري يرتبك أمام هذه الجماهير الغفيرة التي لا يضاهيها جمهور حتى في الدول المتقدمة، كما يقول مناصر وفي للفريق الوطني. ويرى جمال أنه لا يمكن مشاهدة الفريق الوطني وهو يلعب ضد الفريق المصري دون الأوفياء له من الجماهير، ''ولن نتوقف عن الغناء والهتاف ومساندة الفريق في جميع أطوار المباراة حتى وإن كنا منهزمين فلن تتوقف حناجرنا حتى إطلاق صفارة النهاية''. القطط والكلاب الضالة الوحيدة التي لن تشاهد المباراة نساء، شيوخ، كهول، رجال وأطفال سيكونون في اليوم في الموعد أمام الشاشة الصغيرة لمشاهدة المباراة، فالجزائر من تاء تبسة إلى تاء تندوف ومن تاء تيزي وزو إلى تاء تنمراست ستكون شوارعها خاوية على عروشها من المارة والسائقين فكل شيء مؤجل إلى ما بعد المباراة، كما علق على هذا الأمر أحد الشباب بالقول''اليوم ماكاش ليمايشوفش الماتش غير الكلاب والقطوطة في الشوارع''، والتي حسبه ستجد أخيرا سويعات خاصة بها تجول وتصول كما تشاء. 2 0 ماعليهش و1 0 ماعليهش، 0 0 ''لا لا لا ما نبغوش'' اتفق جميع أنصار الخضر على فوز الفريق الوطني على نظيره المصري،'' حيث أننا لن نرضى إلا بالانتصار، 2 0 ماعليش و10 ماعليش 00 لالا لا مانبغيش '' يقول ناصر مضيفا ''ليس من المعقول أن نهزم في عقر دارنا خاصة من فريق اسمه المنتخب المصري''. لا أعرف ما ذا سأفعل إذا لاقدر الله انهزم الفريق الوطني أو حتى تعادل فأنا شخصيا لن أرضى إلا بالفوز حتى بنتيجة هدف للا شيء المهم هو الفوز وكسب ثلاث نقاط ثمينة وباهضة أمام فريق اسمه الفريق المصري. يصرح حسين مناصر آخر. الجزائريون: ''يسألون التوفيق''.. المصريون ''قادمون بالمصاحف'' لم يتوان كلا من مناصري الفريقين عن استعمال كل الوسائل التي من شأنها أن تساعد فريقيهما على النجاح وافتكاك ثلاث نقاط أساسية، وفي هذا الصدد تقول إحدى مناصرات الخضر أنها لم تذخر جهدا في الدعاء للفريق الوطني في الصلوات الخمس قائلة ''اللهم وفقنا في هذه المباراة'' ولم تختلف آراء بعض المناصرين الذين يتضرعون إلى الله من أجل نجاح الفريق الوطني خاصة، وللتأهل لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا التي لم يعرفوا مشاركة عالمية منذ سنوات الثمانينات. من جانب آخر قال لنا أحد المناصرين إن المصريين ككل موعد كروي حاسم يلعبونه يستعينون بالمصاحف، كما حدث في نهائيات كأس إفريقيا أين حملوا المصاحف على المباشر بالدعاء من أجل فوز فريقهم وهم سيحضرون إلى الجزائر حاملين المصاحف، يقول حسين. إلى ذلك ستكون مباراة اليوم بلا شك حدثا كرويا استثنائيا بين البلدين الشقيقين الجزائري والمصري، وستكون الكرة المستديرة هي الفائز الأكبر من منطلق أن كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في العالم والتي تفعل دائما مالم تستطيع أن تفعله السياسة. ه. ل