كشفت الأرقام والإحصائيات كمَّ الأخطاء الفادحة التي ارتكبها لاعبو المنتخب المصري أثناء مباراة الجزائر في البليدة، ونشرت جريدة المصري اليوم تقريرًا مطولاً مدعومًا بالأرقام لكشف أسباب سقوط ''الفراعنة'' في فخ البليدة والخسارة بنتيجة ثقيلة، سببها مجموعة من العناصر منتهية الصلاحية داخل ''دكان شحاتة'' وفقًا لوصف وسائل الإعلام المصرية، وعكست الإحصائيات النسبةَ العالية من التمريرات الخاطئة طوال ال90 دقيقة وكثرة عدد التسديدات الطائشة والبعيدة عن القائمين والعارضة مقابل ندرة التصويبات الصحيحة. قام لاعبو المنتخب المصري بالتمرير الصحيح 267 مرة، ولم تشكل معظمها خطورة على الدفاع الجزائري نظرًا لأنها جاءت إلى الأطراف بنسبة أكبر من أي تمريرات لاتجاهات أخرى، وهي عادة مصرية معروفة حينما يعاني اللاعب من عدم القدرة على ابتكار جديد في اللعب وإيجاد حلول، وبالتالي يمرر إلى اليمين أو اليسار أملاً في إيجاد ثغرة. ووصلت نسبة تمريرات ''الفراعنة'' الصحيحة للأمام إلى ,62 وهذا الرقم يزيد عن عدد مرات إرجاع الكرة إلى الخلف 17 تمريرة، ومع ذلك كان نقل المصريين للكرة تجاه المرمى الجزائري غير مؤثر أو مقلق، لأن أيًّا منها لم يكن طوليًّا أو في عمق دفاع ''الخضر''، إنما كان التمرير في مساحات صغيرة، في الوقت التي جاء فيه التمرير للناحية اليسرى إلى 73 مقابل 87 تمريرة نحو الجهة اليمنى كأعلى نسبة. وجاء محمد شوقي ''ميدلسبره الإنجليزي'' كأثر اللاعبين في التمريرات الصحيحة (40)، وإن كانت معظم تمريراته ليست إلى الأمام، فنقل الكرة إلى اليمين 15 مرة، مقابل 12 لليسار، و7 إلى الخلف، مقابل 6 فقط نحو الدفاع الجزائري، وحلّ حسني عبد ربه ''أهلي دبي'' ثانيًا في الترتيب (38) وإن كان يتفوق على شوقي في التمرير إلى الأمام (10). ويأتي عبد ربه متساويًا مع محمد أبو تريكة ''الأهلي المصري'' كأكثر لاعبين في المنتخب المصري تمريرًا إلى الأمام بشكلٍ صحيح بعدد 10 تمريرات، وجاء تريكة كثالث لاعب مصري في عدد التمريرات الصحيحة (32)، وبعده صانع الألعاب محمد زيدان ''بورسيا دورتموند الألماني'' ب(30) تمريرة منها اثنان فقط إلى الأمام، 14 إلى الخلف، وهذا يطرح علامة تعجب كبيرة. إلى ذلك، سادت حالة من الغضب في الشارع المصري، حيث اعتبرت الجماهير بأن الهزيمة مذلة وهي التي علقت آماله وطموحاته قبل المباراة بفوز مستحق للفراعنة. وقد أكد لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق مصطفي يونس ''أن قلبي الدفاع والوسط أسباب الخلل في تشكيلة المنتخب المصري مع التراجع البدني الواضح على محمد شوقي وحسني عبد ربه، الأول لم يلعب مع فريقه ميدلزبره الإنجليزي منذ فترة، والثاني مستهلك بدنياً مع فريقه أهلي دبي الإماراتي''. وأضاف: ''اللعب الهجومي جاء بلا فاعلية وانخفاض مستوى عمرو زكي أطاح بكل المحاولات الهجومية وكان لابد من تغييره، كما أن عصام الحضري لم يكن في مستواه لكنه لا يسأل عن الأهداف التي دخلت مرماه''. من جهته، صرح لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق حلمي طولان: ''إن لاعبي الدفاع لم يؤدوا المطلوب منهم''. وأضاف: ''لكن أهم أسباب الهزيمة الأخطاء في التمرير وعدم التركيز والمراقبة غير الجيدة لمفاتيح لعب المنتخب الجزائري والتأخير في إجراء التبديلات''. وتابع: ''إن تراجع مستوى نجوم المنتخب خاصة محمد زيدان ومحمد أبو تريكة وعمرو زكي أطاح بآمال المصريين''.