أكد رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي المنحة الخاصة بالطلبة التي تم رفعها إلى 4000 دينار جزائري سيتم دفعها ابتداء من الموسم الجامعي المقبل، مشيرا إلى أن الهدف الأسمى للخدمات الجامعية هو ''تعزيز ديمقراطية الالتحاق بالتعليم العالي وبلوغ أعلى مستويات التأهيل لدى الطالب. وأوضح حراوبية في رده على سؤال شفوي لأحد نواب المجلس الشعبي الوطني خلال جلسة علنية أن واقع مجانية التعليم في ضوء ارتفاع تكاليف المعيشة يندرج ضمن الهدف الأسمى للمنظومة الجامعية والمتمثل في تعزيز ديمقراطية الالتحاق بالتعليم العالي وتمكين كل حامل لشهادة البكالوريا من الاستفادة من الدراسة الجامعية وعلى مستويات التأهيل التي تسمح بها قدراته ومهاراته. وأضاف بأن هذا المسعى يتم بصرف النظر عن المنشأ الاجتماعي للطالب ووضعه الاقتصادي، حيث تؤدى الخدمات الجامعية التي يستفيد منها الطالب ''دورا محوريا'' خاصة بالنسبة للفائدة الاجتماعية ذات الدخل المحدود. وفي هذا السياق أكد حراوبية أن الغرض من المنحة التي يحصل علها الطالب هو مساعدته بفضل منظومة الخدمات الجامعية على مواصلة دراسته الجامعية دون عائق مادي، واستدل في هذا المقام بتكلفة الإطعام والإيواء والنقل والتسجيل البيداغوجي للطالب الواحد والتي تقدر -كما أبرز- ب1450 دج سنويا و هو ما يمثل 13 بالمائة من مبلغ المنحة التي يتقاضاها. واسترسل موضحا في رده على سؤال النائب بأن ''تحسين إطار المعيشة والدراسة للطالب هو محور أساسي من محاور برامج قطاع التعليم العالي والبحث العلمي من خلال تطوير منظومة الخدمات الجامعية وإصلاحها اعتمادا على مبدأ الإنصاف. وجدد الوزير تأكيده بالمناسبة بأن قرار رئيس الجمهورية بزيادة منح الطلبة في التدرج بنسبة 50 بالمائة ابتداء من الموسم الجامعي القادم، يندرج ضمن هذا السياق ولدى تطرقه إلى المشاكل التي يعاني منها الطلبة في مجالات الإيواء والإطعام. أشار الوزير إلى أن الاكتظاظ يعني مدنا جامعية محددة كالجزائر العاصمة وقسنطينة، ومرده التزايد الكبير لتعداد الطلبة المسجلين في المؤسسات الجامعية في هذه المدن، غير أنه أكد بالمقابل بأن في باقي المدن وخاصة منها باتنة -في إشارة منه إلى سؤال أحد النواب- فإن ''الطلبة يتم إيواؤهم في ظروف مريحة، بواقع طالبين اثنين في كل غرفة في غالب الأحيان. وبخصوص الخدمات المقدمة للطلبة، فقد أوضح المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي بأن عدد الطلبة المستفيدين من الإيواء يقدر ب 470 الف طالب أي بمعدل إيواء وطني متوسط يقدر ب50 بالمائة من مجمل الطلبة المسجلين مضيفا بأن شبكة الإقامات الجامعية انتقلت إلى 313 إقامة بعدما كان عددها 98 إقامة سنة 1995 أي ب نسبة تطور تقدر ب 313 بالمائة مما سمح بتحسين ظروف الإيواء في أغلب المدن الجامعي كما تحدث عن الخلل الموجود في مجال الإيواء ببعض الإقامات الجامعية، حيث أكد بأنه يعود إلى عاملين اثنين، يتعلق الأول بوتيرة زيادة الوافدين على الجامعة مقارنة بالمتخرجين منها، إضافة إلى ارتفاع نسب المستفيدين من الخدمات الجامعية والتي تقارب في مجال الإيواء معدل 50 بالمائة من إجمالي الطلبة المسجلين. ووصف حراوبية هذه النسبة ب ''المرتفعة جدا'' مقارنة بالدول المجاورة التي لا يستفيد طلبتها من الخدمات الجامعية إلا في السنة الأولى فقط، مضيفا أن العامل الثاني مرده إقبال الطلبة على التسجيل في المؤسسات الجامعية المتواجدة في المدن الكبرى، على غرار الجزائر العاصمة التي تضم لوحدها عددا كبيرا من مؤسس التعليم العالي والفروع والتخصصات ذات التسجيل الوطني التي يلتحق بها الطلبة من مختلف ولايات الوطن.