تشير المعطيات المتوفرة إلى أن إنتاج السمك بسواحل وهران، تراجع بصورة مقلقة، إذ تم صيد 851 طنا فقط منذ بداية السنة الجارية، في حين عرفت السنة المنقضية استخراج 13 ألف طن من الأسماك من سواحل الولاية، يحدث هذا في ظل الارتفاع اللاّفت لأسعار السمك بمختلف أنواعها التي لم تعد في متناول محدودي الدخل. وقد رصدت مؤخرا، مديرية الصيد البحري بوهران. الكثير من المخالفات في مجال صيد الأسماك، حيث تم الوقوف على العديد من الخروقات وفي مقدمتها صيد الأسماك الصغيرة وعدم احترام مواسم التكاثر، لكن الخطر الحقيقي الذي بات يهدد الثروة السمكية هو استخدام بعض المواد السامة في صيد سمك السردين، التي لم يعرف إلى حد الساعة مصدرها، في حين أخضعت الكمية التي حجزتها مصالح الأمن في وقت سابق، إلى التحليل المخبري لمعرفة تركيبتها الكيميائية وحجم المخاطر التي باتت تشكلها على الثروة السمكية، استخدام مادة الديناميت التي تعتبر من المواد المتفجرة، ساهمت أيضا في تراجع إنتاج الأسماك بسواحل عاصمة غرب البلاد، هذه الممارسات أثّرت سلبا على إنتاج الثروة السمكية بسواحل الولاية، بفعل الصيد العشوائي، مما أدى إلى تراجع الإنتاج يقابله ارتفاع في الطلب على الأسماك، إلا أن الهاجس الذي أضحى يطارد الصيادين هي انعدام محلات لائقة يعرضون فيها سلعهم، إذ يضطر السواد الأعظم منهم إلى عرضها على قارعة الطريق معرضة لأشعة الشمس، وشتى أنواع الحشرات؛ مما يؤدي إلى إحجام بعض الزبائن عن اقتنائها، ومثال ذلك ما يحدث في المسمكة المحاذية لميناء وهران، إذ أعرب بعض الصيادين في وقت سابق عن تذمرهم الشديد، جراء ما وصفوه بالوعود الكاذبة التي أطلقتها السلطات المحلية بتمكينهم من محلات تجارية بالمسمكة يبيعون فيها سلعهم، إلا أنه وإلى حد كتابة هذه الأسطر لم يتحقق شيء على أرض الواقع، ويشار، إلى أن مديرية الصيد البحري أطلقت مشاريع بديلة عن أسماك البحر؛ بتسطيرها لبرنامج يهدف إلى إنشاء وحدات لتربية المائيات كمشروع تربية الأسماك ''بكاب بلون'' بطاقة إنتاجية مقدرة ب2000 طن سنويا، وفي إطار تدعيم العاملين في مجال صيد السمك منحت مديرية الصيد 14 رخصة لاقتناء بواخر صيد خلال السنة الجارية، وكذا القيام بتكوين 150 بحارا في مجال الصيد بواسطة التكنولوجيات الحديثة المستخدمة من طرف الدول المتطورة، والغرض من هذه الإجراءات هو عصرنة هذه المهنة التي بإمكانها أن تؤمن العديد من فرص الشغل وتساهم في تأمين احتياجات المستهلك من الأسماك.