تمكن الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد من شغل الرئاسة في ايران لولاية ثانية غداة الاقتراع الرئاسي الذي جرى أول أمس الجمعة في طهران، بعد فرز الاصوات في حوالى 90% من صناديق الاقتراع اعلنتها السلطات بعد يوم تعبئة لا سابق له. واشار رئيس اللجنة الانتخابية كرمان دانيشجو الى ان المرشح مير حسين موسوي حصل وفقا لهذه الحصيلة على 31 في المائة من الاصوات. وتنافس في هذه الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي و رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي ومحسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري. وبلغ عدد الناخبين المسجلين في إيران 46 مليونا من إجمالي عدد السكان البالغ نحو سبعين مليون. كما لجأت السلطات إلى حلول بديلة في بعض المدن مثل إقامة مراكز اقتراع متنقلة تساهم في تخفيف الضغط على المراكز الأصلية المقامة في المدارس والمساجد والحوزات الدينية.وصرح مجتبى سماره هاشمي المسؤول عن حملة احمدي نجاد في تصريح نشرته امس السبت وكالة فارس للانباء، ان ''الفارق بين عدد الاصوات التي حصل عليها احمدي نجاد وتلك التي حصل عليها منافسوه يعني ان اي شك في فوزه سيعتبره الرأي العام شكلا من اشكال المزاح''.وسخر سماره هاشمي من اعلان موسوي فوزه. وقال ان ''الاعلان المسرحي عن الفوز من قبل الذين خسروا الانتخابات هو الفصل الاخير من مشروع دعائي غير واقعي وسلبي يروج منذ ثلاثة اشهر''.وقد انتقد موسوي وانصاره التلاعب بالانتخابات والمخالفات التي اعترت سيرها، فيما كانت المشاركة القياسية التي لاحظتها السلطات كفيلة بدعم ترشيحه. واكد ان احمدي نجاد هو ''رئيس جميع الايرانيين وعلى المرشحين الاخرين احترام تصويت الشعب وقواعد الديموقراطية وايجاد مناخ من التوافق بدلا من التوتر''.يشار الى أن الحملة الانتخابية جرت في اجواء من المنافسة الحادة بين المرشحين ةكذلك في اجواء احتفالية على مستوى لا سابق له منذ انتصار الثورة الاسلامية قبل ثلاثين عاما.كما عكست الانقسامات العميقة بشأن مستقبل ايران بعد اربعة اعوام من رئاسة احمدي نجاد.ويتهم الرئيس الايراني من قبل خصومه باساءة ادارة الاقتصاد من خلال سياساته التضخمية، كما ينتقدون لهجته التصعيدية حيال الازمة المرتبطة بالبرنامج النووي واسرائيل معتبرين انها ساهمت في عزلة البلاد.من جهته، اشتهر موسوي الذي عاد الى الساحة السياسية بعد غياب عشرين عاما، بحسن معالجته للشؤون المالية في البلاد عندما تولى رئاسة الوزراء اثناء الحرب بين ايران والعراق ''1980-.''1988 وفي واشنطن تحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما عن ''امكانية تغيير'' في العلاقات الاميركية الايرانية بعد الانتخابات الايرانية، كائنا من كان الفائز في هذه الانتخابات التي تجري اليوم وتشهد منافسة حامية .وقال اوباما في البيت الابيض ''يسرنا ان نرى ما يبدو انه نقاش حقيقي يجري في ايران''. من جهتها، قالت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس ان السياسة الاميركية حيال ايران وبرنامجها النووي ليست رهنا بنتائج الانتخابات الايرانية في سطور ...نجاد رئيس ''تصعب إزاحته'' * الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ينتمي الى تيار المحافظين، ويعتبر من المتشددين في هذا التيار. وفي عام ,2005 لم يكن فوزه متوقعا، لكن عمدة طهران حينها تمكن من الفوز بالرئاسة في انتخابات تعرضت للكثير من الانتقادات، وبذلك خرق احمدي نجاد التقليد اذ اصبح اول رئيس منذ عام 1979 يتولى الحكم دون ان يكون رجل دين. * احمدي نجاد، ابن حداد، خاض حملته الانتخابية عام 2005 تحت شعار مكافحة الفقر والفساد والتوزيع العادل للثروة. * قدم احمدي نجاد نفسه للناخب على انه مثال الرجل المتواضع الآتي من رحم الشعب وتوجه مباشرة في خطاباته لفقراء البلاد. *لكن شهرة احمدي نجاد الدولية تعود لخطابه المتشدد في الاعوام الاخيرة ضد الولاياتالمتحدة واسرائيل. * ادت سياسة نجاد الى الكثير من الانزعاج الدولي بسبب تشدده وعدم تنازله عن ما يعتبره ''حقا لبلاده بامتلاك تكنولوجيا نووية''، مؤكدا دوما ان برنامج طهران النووي هو ''لاغراض سلمية". * هذه المواقف لاقت ترحيب الكثيرين في ايران من الذين ايدوا الرئيس الايراني في صلابته حيال الملف النووي. * في افريل ,2009 قال احمدي نجاد في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة بأن اسرائيل بنيت على مبادئ عنصرية ما ادى الى خروج اكثر من 30 مندوب دولة من القاعة، ولكن هذه الحادثة جعلته يستقبل كالفاتحين لدى عودته الى ايران.