بعد 5 سنوات من الاستعدادات رافقتها الشكوك حول قدرتها على استضافة مونديال ,2010 الأوّل في القارة الأفريقية، تطلق جنوب أفريقيا الشرارة الأولى لنهائيات كأس العالم لكرة القدم من خلال استضافة بطولة كأس القارات الثامنة اعتباراً من اليوم وحتى 28 الحالي بمشاركة 8 منتخبات بينها اثنان عرب هما العراق بطل آسيا ومصر بطلة أفريقيا. وقد زعت المنتخبات على مجموعتين ضمّت الأولى جنوب أفريقيا وإسبانيا والعراق ونيوزيلندا، والثانية البرازيل وإيطاليا ومصر والولايات المتحدة. وستقام المباريات في أربع مدن هي جوهانسبورغ وبريتوريا وبلومفونتين وراستنبرغ. وتعتبر كأس القارات الاختبار الحقيقي لقدرات جنوب أفريقيا على استضافة كأس العالم بعد عام والتي رصدت لها الحكومة المحلية مبلغ 63 مليار دولار لتحسين منشآتها الرياضية وتحديث مواصلاتها واتصالاتها. وستكون الأنظار مركزة على قدرة جنوب أفريقيا على تنظيم هذا الحدث الكبير، الأوّل في كرة القدم منذ أن نظمت كأس الأمم الأفريقية عام 1996 وذلك بعد سنتين فقط من رفع الحظر الرياضي عنها بسبب انتهاجها سياسة التمييز العنصري في العقود الثلاثة الماضية. وسبق لجنوب أفريقيا أن نظمت العديد من الأحداث الرياضية التي خلت من الأحداث الأمنية وجاءت روعة في التنظيم لعلّ أبرزها كأس العالم في الكريكيت وكأس العالم في الركبي. وخصصت حكومة جنوب أفريقيا 8 آلاف عنصر للسهر على أمن الجمهور في المدن الأربع التي تستضيف كأس القارات، في حين ستختبر إمكانياتها في ما يتعلق بالمواصلات والبنى التحتية. وبيع حتى الآن 70 في المئة من البطاقات في حين يأمل المنظمون في أن تنفد كلها في اليومين المقبلين. ووعد منظمو كأس للقارات بأن يكون حفل افتتاح البطولة عنواناً لنجاحها حيث سيكون حفلاً رائعاً يبهر الضيوف والمشاركين على حد سواء. وأكد ريتش كومب رئيس لجنة الاتصالات باللجنة المنظمة للبطولة خلال مؤتمر صحفي اول امس، أن حفل الافتتاح الذي يقام على ملعب ''إليس بارك'' في جوهانسبرغ اليوم الأحد سيكون حفلاً راقياً ومبهراً يحمل الروح الأفريقية ويكون عنواناً لحدث عالمي رائع. وأجرت اللجنة المنظمة بالتعاون مع شركة ''في دبليو في'' التي سبق لها المشاركة في إنتاج فيلم ''ليون كينغ''، والمسؤولة عن حفل الافتتاح بروفة ناجحة للحفل قبل 48 ساعة فقط من موعده الفعلي. ويستغرق حفل الافتتاح 20 دقيقة فحسب ويشارك فيه أكثر من ألفي شخص منهم 732 صبياً من أبناء جنوب أفريقيا تم اختيارهم من طبقات ومجالات مختلفة من جميع فئات المجتمع في جنوب أفريقيا، كما يشارك في الحفل عدد من الموسيقيين من جنوب أفريقيا ممن لهم شهرة عالمية. البرازيل واسبانيا وايطاليا أكبر المرشحين تبدو المنافسة قوية بين إيطاليا بطلة العالم وإسبانيا بطلة أوروبا والبرازيل بطلة أميركا الجنوبية، والمنتخبات الثلاثة تأتي بين المنتخبات الخمسة الأولى في التصنيف الشهري للاتحاد الدولي، وهي المرة الأولى التي يحصل فيها هذا الأمر في كأس القارات. ولم يتوان مدربو المنتخبات الثلاثة العريقة في استدعاء أبرز النجوم على الرغم من الموسم الطويل على الصعيد الأوروبي، إذ يضم المنتخب البرازيلي كاكا وروبينيو، والإسباني فرناندو توريس ودافيد فيا وتشافي هرنانديز، في حين يضم الإيطالي لوكا طوني واندريا بيرلو. والهدف من المشاركة بالنسبة إلى هذه المنتخبات هو بالطبع إحراز اللقب وتوجيه رسالة قوية للمنتخبات العريقة الأخرى وأبرزها الأرجنتين وألمانيا وإنكلترا وفرنسا بأنها ستقول كلمتها في المونديال المقبل. جنوب افريقيا والعراق في المواجهة الافتتاحية يدرك الفائز في اللقاء الافتتاحي بين جنوب أفريقيا والعراق اليوم الأحد على ملعب ''ايليس'' بارك الذي يستضيف نهائي كأس العالم العام المقبل، أنه سيخطو خطوة كبيرة نحو بلوغ نصف النهائي لأن الترجيحات تجعله يتخطى نيوزيلندا المغمورة وتضع إسبانيا في صدارة المجموعة. ويخوض المنتخب العراقي بطل آسيا 2007 المباراة الأهم له على الصعيد الدولي منذ مشاركته في مونديال 1986 عندما قدم أداء جيّداً من دون أن يحالفه الحظ في بلوغ الدور الثاني. ويعوّل المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش على الروح العالية للاعبين العراقيين في المحافل الدولية لتحقيق نتائج جيدة في هذه البطولة على غرار دورة الألعاب الاولمبية 2004 في أثينا عندما فاجأ المنتخب العراقي الجميع ببلوغه الدور نصف النهائي ثم احتلاله المركز الرابع قبل أن يخالف جميع التوقعات ويحرز كأس آسيا عام .2007 في المقابل، تأمل جنوب أفريقيا في أن تكرر الانجاز الذي حققته عندما استضافت كأس الأمم الأفريقية عام 1996 في أوّل مشاركة دوليّة لها بعد سنين من الحرمان بسبب التمييز العنصري، ونجحت في إحراز اللقب. إسبانيا في مهمة سهلة أمام نيوزيلندا يدخل المنتخب الإسباني مباراته ضد نظيره النيوزيلندي في مدينة راستنبرغ مرشحاً فوق العادة للفوز بعدد وافر من الأهداف نظراً لفارق الإمكانات بين بطل أوروبا وبطل اوقيانيا. وتشارك إسبانيا المصنفة أولى عالمياً في هذه البطولة للمرة الأولى في تاريخها وتأمل في إضافة اللقب إلى خزائنها كما فعلت فرنسا عام 2000 عندما توجت بطلة لأوروبا، ثم بطلة لكأس القارات في العام التالي. ولم يخسر المنتخب الإسباني في مبارياته ال32 الأخيرة، كما فاز في مبارياته ال11 الأخيرة على التوالي. أما نيوزيلندا فتشارك في البطولة للمرة الثالثة من دون أن تحقق أي نقطة في مبارياتها الست السابقة وتبدو آمالها ضعيفة جداً في تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل في مواجهة أبطال أوروبا.