يشهد مطار '' هواري بومدين الدولي '' الواقع ببلدية باب الزوار وميناء العاصمة، خلال هذه الأيام القليلة من انطلاق موسم الاصطياف، إقبالا واسعا للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، نظرا لتفضيل هذه الشريحة من المواطنين الجزائريين، قضاء أوقات عطلة الصيف في أرض الوطن رفقة الأهل والأحباب بعد فترة غياب طويلة، وسط شواطئ وغابات وحدائق الوطن. من جهتنا اقتربنا نهاية الأسبوع الماضي من ميناء الجزائر لمعاينة الوضع عن قرب، ولمحنا توافد الأعداد الهائلة من الجالية الجزائرية، عائلات ورفاق، لكن ما جذب اهتمامنا هو العدد الهائل من السيارات التي جلبها المغتربون معهم حتى يتمكنوا من الاستمتاع بحسن قضاء العطلة في الوطن، بعض الذين اقتربنا منهم أكدوا لنا أن نقل السيارة من الخارج مكلف جدا لكنه ضروري بالنظر إلى غياب وسائل النقل الجماعي المريحة في الوطن. أما من لم يسعفهم الحظ في جلب مركباتهم، فلقد أوضح لنا بعض الذين استجوبناهم أن الحل بالنسبة لهم هو كراء السيارات لدى وكالات كراء السيارات، هذه الأخيرة التي عرفت مؤخرا انتشارا هاما عبر مختلف بلديات العاصمة. وفي نفس السياق فلقد اتخذت السلطات المختصة كوزارة السياحة وتهيئة الإقليم والبيئة بالتعاون مع وزارات أخرى ذات صلة كوزارة النقل والجمارك والأمن وغيرها عدة إجراءات، تمثلث أساسا في مضاعفة عدد أجهزة تفتيش الأمتعة وكذا مضاعفة أعوان الأمن والجمارك لتسهيل العبور، بالإضافة إلى تكوين بعض المضيفات في المراكز السياحية، وذلك بهدف السهر على الاستقبال الجيد للمغتربين. وللتقليل من حد المعاناة التي تعترض جاليتنا قبل وأثناء وبعد زيارتها أرض الوطن، قام جمال ولد عباس وزير التضامن الوطني والأسرة والجالية الوطنية بالخارج مؤخرا، بإطلاق المخطط '' الوطني للجالية الجزائرية بالخارج '' ، والذي يهدف أساسا إلى مد جسور متينة ودائمة بين الوطن الأم والجالية الجزائرية المقيمة خارج الوطن. من ناحية ثانية أكد ولد عباس، أن البرنامج يهدف إلى تنظيم هذا القطاع من خلال إعداد نصوص تشريعية مع السعي لإنشاء مجلس أعلى للجالية، بالإضافة إلى تكثيف الاتصالات بأعضاء الجالية، من خلال تنظيم لقاءات دورية تجمع ممثلين عنها في بلدان الإقامة وفي الجزائر، تجدر الإشارة إلى القول إن عدد المغتربين يقدر ب 05 ملايين في كل الدول بما فيها القارة الأوروبية.