انصبت أمس ولليوم الثالث والأخير من الورشة التكوينية التي يجريها نواب من مجلس النواب والشيوخ الأمريكي -الكونغرس- لفائدة نواب البرلمان الجزائري بغرفتيه، انصبت حول إبراز أهمية استعمال الوسائط الالكترونية الخاصة بالاتصال لاسيما الجيل الأخير من الهواتف النقالة المعروفة باسم ''الآي فون'' ودور الشبكة العنكبوتية للانترنت، وغيرها من الوسائل في محاولة التقريب بين النائب البرلماني ودائرته الانتخابية . وفي هذا المسعى، حضرت ''الحوار'' أشغال اليوم الثالث من هذه الجلسات، حيث شهدت تدخلا لكل من السيناتور الأمريكي جيف ونتوارث من ولاية تكساس الأمريكية، بالإضافة إلى عضو مجلس النواب ستيف هاريلسون، والذي حاضر مطولا حول دور الوسائط الالكترونية وفوائدها في التقريب بين المواطن الأمريكي ودائرته الانتخابية، حيث أشار للتجربة الناجحة للرئيس الأمريكي بارك أوباما في استعمال الانترنت أثناء الحملة الانتخابية، موضحا أيضا استعمالات المواقع بالنسبة لرجال السياسة لاسيما العاملين في المجال التشريعي، حيث ابرز أهمية مواقع '' الفيس بوك'' والتي ساعدته في ربط الصلة مع أكثر من 5000 مواطن أمريكي. وعقب انتهاء الجلسة الصباحية استمعنا لرأي النائب البرلماني من ولاية المسيلة والمنضوي تحت كتلة الإصلاح الوطني بالمجلس الشعبي الوطني فيلالي غويني، حيث أبرز أهمية الورشات في يومها الأخير، مشيرا أنها قد كانت فرصة لتبادل الخبرات بين النواب الجزائريين ونظرائهم الأمريكان، مفيدا بوجود حالات من التفاعل الايجابي من خلال استعراض التجارب الشخصية في موضوع التواصل مع الناخبين، حيث تميز اللقاء الأخير حسبه بالعرض المميز للنواب الامريكيين بخصوص استخدام الوسائل التكنولوجية من قبيل بناء وتصويب المواقع الالكترونية واستخدام الهواتف النقالة مثل IPHONE بالإضافة إلى استعمال الوسائل الأخرى المتاحة في مجال التواصل مع المواطنين. وأبرز النائب البرلماني في حديثه إلينا عن حجم الفروق بيننا وبينهم، خاصة في القدرة على الحصول على مثل هذه التكنولوجية واستفادتهم من التسهيلات الحكومية، ومن هنا دعا غويني الدولة لدعم النواب في مجال استعمال هذه الوسائل التي من شأنها -حسبه- تطوير العلاقة بين الناخب والمنتخب. وأضاف في هذا الإطار ان ذلك يسهل من عمل النائب وهو ما يجعل من النيابة فعلا مهمة نبيلة يرى فيها المواطنون أنها خير من يمثلهم، ويرى من خلالها النواب أنه باستطاعتهم الوفاء بما وعدوا به كما ينص الدستور. وأفاد فيلالي غويني أيضا بالقول ''وعلى العموم فالورشة كانت مهمة جدا خاصة فيما تعلق بالأمور التقنية والسياسية''، وقال ''وباعتقادي أن الأهم من معرفة الشيء هو إدراكه لذلك وجب أن نبادر الآن بتجسيد هذه الخبرات على ارض الواقع وهذا من خلال إيجاد وإنشاء مواقع قوية ومساحات في الانترنت والاستفادة من تكنولوجيا الهاتف النقال في جيله الأخير، وأيضا من خلال الاستثمار في كل المعارف التي تحصلنا عليها في الورشة على ارض الواقع واستخدامها لمصلحة الموطن والبلاد ''.