دعا برلمانيون أمريكيون نظراءهم الجزائريين إلى التقرب أكثر من انشغالات المواطنين عبر وسائل ووسائط اتصالية مختلفة، مؤكدين أن المقياس الوحيد الذي يثبت مدى نجاح مهمة النائب سيكون عند نهاية العهدة التشريعية بما يساعده على إعادة انتخابه، حيث عرضوا ضمن هذا الإطار تجربتهم على مستوى دوائرهم الانتخابية. انطلقت أمس بمقر المجلس الشعبي الوطني أشغال ورشة تكوينية حول موضوع "نشاط البرلماني على مستوى الدائرة الانتخابية: كيف وبأية طريقة يمكن للمنتخب التقرب من الموطنين" موجهة أساسا لفائدة نواب وأعضاء من مجلس الأمة الجزائريين يشرف على تنشيطها ثمانية برلمانيين ومختصين أمريكيين منهم أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي جاؤوا من مختلف المؤسسات التشريعية. وقد تولى السيناتور الأمريكي ببرلمان ولاية تكساس جيف وانوورث بصفته رئيس الوفد إلى جانب كارل كورتز منسق مجموعة المحاضرين مهمة تنشيط الموائد المستديرة التي كانت أولى جلساتها حول "التقاليد والممارسات الدولية لتحقيق التقارب بين المنتخب والمواطن"، حيث شرح هذا الأخير الطريقة التي يتعامل معها مع انشغالات المواطنين الأمريكيين إلى أهمية العملية الاتصالية لتمكين النائب من أداء مهامه الأساسية وهي نقل انشغالات المواطن إلى السلطة التنفيذية والعلم عل حل مشاكله والتكفل بها. وربط كورتز نجاح مهمة البرلماني في تأدية مهمته التي انتخب لأجلها بمدى فعالية المبادرات التي يقدّمها وكذا احتكاكه المتواصل مع المواطنين، معتبرا أن ذلك كفيل بإعادة انتخابه لعهدة جديدة، وقد استمع المسؤول الأمريكي إلى تدخلات عدد من النواب الجزائريين بشأن تقييمهم لدورهم في التشريع، كما أكد أن هناك تشابها كبيرا في تركيبة البرلمانات المحلية الأمريكية ل 51 ولاية بالبرلمان الجزائريين بغرفتيه باستثناء أن الجزائر تقتبس ممارساتها، حسبه، من النموذج الفرنسي. وأوصى كارل كورتز بصفته مسؤولا في مؤتمر المجالس التشريعية للولايات الأمريكية منظم الورشة، بضرورة أن يكون النائب في البرلمان مستقلا وبعيدا عن كل أشكال الضغوط من طرف السلطة التنفيذية، منتقدا في هذا السياق ولو بشكل ضمني عندما قال إن من بين أوجه الاختلاف في السلطتين التشريعية في الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية أن الأخيرة لها القدرة في اتخاذ القرارات بعيدا عن ضغوط السلطة التنفيذية. وخلال افتتاح أشغال هذه الورشة التكوينية أكد النائب مسعود شيهوب أن هذا اللقاء يهدف إلى "نسج علاقات جوارية بين المنتخب والشعب قصد تطوير علاقات ثقة مؤسسة على الاستماع والتفهم الضروريان لمساهمة أعضاء المجموعة المحلية"، معتبرا أن ورشة من هذا القبيل تسمح بالاستفادة من التجربة الأمريكية الثرية يما يضفي ما أسماه "الاحترافية" على عمل أعضاء غرفتي البرلمان والمساعدين البرلمانيين الذين يرافقونهم في ممارسة عهدتهم وكذا إطارات من وزارة الداخلية والجماعات المحلية ووزارة العلاقات مع البرلمان. وذكّر رئيس لجنة الشؤون القانونية بالغرفة السفلى للبرلمان بنصّ المادة 100 من الدستور التي تتحدث عن واجب البرلمانيين في البقاء أوفياء للعهدة النيابية من خلال الإنصات لتطلعات وانشغالات مواطنيهم، كما عاد إلى مضمون المادة 105 التي تشير إلى أن عهدة المنتخب ذات طابع وطني، دون أن يخفي أمله في أن تمكن مثل هذه الورشات من التعرف كل منهما على تجربة الطرف الآخر بخصوص كل ما يتعلق بالعمل البرلماني ومجريات العمل التشريعي، كما صرّح أيضا "أملنا يكمن كذلك في الاستفادة المتبادلة من تجارب بعضنا البعض بما يقوي الأداء التشريعي مع حفاظ كل طرف على خصوصياته". وبالمناسبة أكد الدكتور بوعلام طاطاح، المدير العام لمعهد التكوين والدراسات التشريعية، أن الجزائر اختارت الاستفادة من التجربة الأمريكية في مجال العمل البرلماني وهو ما يفسر تنظيم أشغال هذه الورشة التي تعتبر الملتقى رقم 11 المنظم مع الأمريكيين منذ 2004.