شكل دور وكالات الأنباء في معالجة ظاهرة الهجرة السرية محور أشغال ملتقى عقد أمس بمقر وكالة الأنباء الجزائرية عشية انعقاد الجمعية العامة ال18 لرابطة وكالات الأنباء المتوسطية. وقد نشط الباحث موزيت محمد صايب هذا الملتقى الذي نظم تحت عنوان ''الهجرة السرية: عنصرية و كره الأجانب'' بحضور رئيس الرابطة خوسي مانويل باروزو وكذا مديري و ممثلي مختلف وكالات الأنباء ببلدان حوض المتوسط. وقد تركز تدخل صايب في البداية حول دور وكالات الأنباء في معالجة الأحداث المرتبطة بظاهرة الهجرة بشكل عام و الهجرة السرية بشكل خاص. ونظرا للتفاقم الذي تعرفه الهجرة السرية خلال السنوات الأخيرة على مستوى حوض المتوسط أكد المتدخلون على ضرورة التحرك إزاء هذه الظاهرة و المشاكل العديدة التي تنجم عنها بالبلدان المعنية. في هذا الصدد أوضح هؤلاء المتدخلون أنه يتعين على وكالات الأنباء لعب دور ''بناء'' و ''فعال'' في معالجة هذه الظاهرة لا سيما مع السهر على ''انتقاء العبارات و الجمل'' التي تستعمل و القيام ب ''عمل معمق'' من أجل تنوير القارئ حول المفهوم الحقيقي لظاهرة الهجرة السرية و الأسباب التي تدفع بالسكان الى مغادرة وطنهم. وفي هذا الجانب أكد الباحث موزيت محمد صائب أن لوكالات الإنباء دور هام في معالجة ظاهرة الهجرة غير القانونية وبالتالي ضرورة التطرق ب''مزيد من الصرامة '' لهذه المسالة خاصة عندما يتعلق الأمر بالمصطلحات المستعملة في هذا الموضوع. و دعا في هذا الصدد إلى اعتماد مفهوم ''الهجرة غير القانونية'' التي تستند لدعامة قانونية بدلا من عبارات ''الهجرة السرية أو الهجرة غير الشرعية او مهاجرون بدون وثائق''. وقال موزيت وهو أستاذ باحث في مركز البحث في الاقتصاد التطبيقي للتنمية في مداخلة له خلال الملتقى أنه ''من الأفضل إذن اعتماد عبارتي الهجرة القانونية و الهجرة غير القانونية''. وألح الباحث على الكيفية التي ينبغي ان تتناول بها وسائل الإعلام وعلى رأسها وكالات الأنباء مسألة الهجرة غير القانونية ''لاسيما في إطار حقوق الإنسان''. وأضاف ''يجب الاقتراب من مفهوم حقوق الإنسان وإيجاد التوازن فيما يخص المصطلحات المختارة لمعالجة هذه الظاهرة'' مؤكدا على ضرورة إيجاد مفهوم وسط باستعمال عبارات مناسبة حتى يتسنى للصحافة معالجة هذه الظاهرة بدقة اكبر.