على هامش زيارة وفد هام من رجال الأعمال البلجيكيين إلى الجزائر مؤخرا، التقت ''الحوار'' بسعادة السفير الجديد لمملكة بلجيكا في الجزائر السيد كريستيان فان درياسش، وتناولت معه في حديث مقتضب مستوى العلاقات الثنائية مع الجزائر، وسبل تعزيزها، واستغل المتحدث الفرصة ليكشف عبر ''الحوار'' عن زيارة مرتقبة لوزير التعاون البلجيكي إلى الجزائر في المستقبل المنظور. سعادة السفير السيد كريستيان فان درياسش، تقتربون من العام الثاني من بدء عملكم كسفير مفوض فوق العادة لمملكة بلجيكابالجزائر، ما هو تقييمكم للفرص التجارية هنا، لاسيما مع عديد الجولات التي قمتم بها عبر الكثير من أرجاء الوطن؟ ؟في اعتقادي أن الفرص التجارية أصبحت كثيرة، وتتعاظم يوما بعد يوم، فالسوق الجزائرية ما تزال واعدة جدا، وأعتقد أن حضور مثل هذا الوفد التجاري والصناعي مهم جدا، ودلالة على الاهتمام البلجيكي بالسوق الجزائرية، ومن أجل ربط الاتصال بين المؤسسات البلجيكية والجزائرية، ولهذا السبب أنا جد متفائل بمستقبل العلاقات بين البلدين، ويجب أن لا ننسى أن بلدينا جارين بحكم أن بروكسل لا تبعد عن الجزائر سوى ساعتين فقط، وهذا ما يجعلني أؤكد أننا بلدان متجاوان. نحن متفائلون، حيث أن صادرات بلجيكا نحو الجزائر بلغت 900 مليون أورو في العام الماضي ,2008 بارتفاع قدر ب16 بالمائة مقارنة بسنة ,2007 حيث بلغت قيمة الصادرات 775 مليون، وهذا ما يجعل بلجيكا تحتل المرتبة العاشرة في صفوف الدول المصدرة نحو الجزائر. كذلك يمكن التذكير بأن الصادرات الجزائرية نحو بلجيكا قد عرفت ارتفاعا ب 3.11 بالمائة، حيث بلغت السنة الماضية 38 ,1 مليار أورو منها 98 بالمائة محروقات وفي اعتقادي أن كل هذا شيء مهم بالنسبة للبلدين. سعادة السفير، هل من توضيح أكثر حول طبيعة المهمة التي جاء من أجلها هذا الوفد الاقتصادي البلجيكي للجزائر؟ ؟هذا الوفد البلجيكي وفد رفيع المستوى، ومتكون من 16 رجل أعمال وممثل سام لدى شركات رائدة في المملكة، وكما استمعتم لعرضهم فقد أعربوا عن الرغبة في دراسة إمكانيات السوق الجزائرية، والبحث عن شركاء جدد عبر كل مناطق القطر الوطني، ومن المنتظر أن يزور هذا الوفد ولاية وهران التي تعد ثاني أهم مدينة تجارية والمعروفة بنشاطها التجاري، وأعتقد أن زيارة هذا الوفد الاقتصادي ليست الأولى للجزائر، فقد سبقته وفود أخرى، لاسيما تلك المشاركة في معرض الجزائر الدولي. هل انتم مطمئنون لعودة الاستقرار إلى الجزائر، وهل تعتقدون أن ذلك لم يعد يشكل أي حاجز لقدوم المستثمرين الأجانب وخصوصا البلجيكيين؟ ؟أعتقد أنه من الضروري عدم الالتفات إلى الماضي، ويجب التطلع إلى المستقبل، كما يجب التذكير بأن بروكسل لم تتخل عن الجزائر في أحلك الظروف، وربما من المفيد التذكير بأننا بقينا هنا كسفارة رفقة 4 أو 5 سفارات تستقبل الموطنين الجزائريين وتتشاور مع المسؤولين الجزائريين. وأود القول إنه وعلى الرغم من تسجيل حادث أو اثنين في السنة، لا أعتقد أن مثل هذه الأمور ستثنينا عن الاستثمار والعمل في الجزائر، وبالنسبة لي شخصيا فأنا أتحرك وأسافر كثيرا في العديد من مناطق القطر الجزائري والجانب الأمني لم يشكل لي أي مانع، واعتقد أننا نعمل من أجل المزيد من تغيير بعض الذهنيات التي ما تزال لديها صورة التسعينات. سعادة سفير مملكة بلجيكابالجزائر، في سؤال أخير ننتقل به من الاقتصاد إلى السياسة، هل ثمة زيارة لمسؤولين في الحكومة البلجيكية في المستقبل المنظور؟ ؟نحن نعمل في هذا المنحى من أجل ضبط زيارة مرتقبة لوزير التعاون البلجيكي إلى الجزائر لكنها لم تحدد بعد، وأعتقد انه يمكن وصف العلاقات السياسية بين البلدين بالممتازة، فعلاقاتنا تمتد لثلاثينات القرن الماضي، وبلجيكا كانت من بين أول الدول المتفهمة لنضال القضية الجزائرية في الخمسينات، كما أنها تعززت بعد الاستقلال. وكما تعلمون فالرئيس بوتفليقة لديه الكثير من الأصدقاء في بلجيكا، وأملنا هو أن نسمو بالعلاقات أكثر فأكثر لما يتطلع إليه الشعبان والحكومتان الجزائرية والبلجيكية.