يعترف السكرتير الأول بالسفارة البلجيكية بأهمية السوق الجزائرية والفرص الواعدة بها، لكنه يدعو السلطات الجزائرية إلى ضرورة العمل على تأكيد الاستقرار في مجال المنظومة القانونية للاستثمار، لأنها المحفز أو المثبط للاستثمار المباشر، كما أنه يتحدث عن الكثير من الأشياء التي تربط الجزائروبلجيكا في الشق الاقتصادي وفيما يلي نص الحوار: السيد السكرتير الأول بالسفارة البلجيكية كارل تويسن التقينا بكم في العام الماضي، في مناسبة قدوم وفد من رجال الأعمال من بلجيكا ولوكسمبورغ، وهاهي تتكرر المناسبة، ما هو تقييمكم اليوم للمناخ الاقتصادي في الجزائر بعد سنتين من العمل في الجزائر، وهل أنتم متفائلون بإحراز تقدم ووضع قدم في السوق الجزائرية؟ ** هذا هو التحدي الكبير بالنسبة لنا كبلدين وقد أوصلتنا هذه الفكرة للحكومة الجزائرية اليوم، وبالنسبة إلينا فقد تابعنا لقاء اللجان الاقتصادية للشراكة الأوروبية في لوكسمبورغ، حيث أكدت وجود فرص هامة في الجزائر يجب التطلع لتجسيدها ميدانيا، والسوق الجزائرية بالنسبة لنا سوق مهمة للغاية بالنسبة لشركائنا، ولهذا السبب نحن نعمل منذ مدة على تشكيل روابط من أجل الشراكة بين الجانبين الجزائري والبلجيكي ولكن يجب توضيح الأمور أكثر فأكثر في المجال القانوني بالنسبة لمؤسساتنا ، لتشجيع تطوير العلاقات التجارية والصناعية، ويمكن التنويه بالمساعي البلجيكية، فبلجيكا أثبتت أنها لم ترد أن تكون ممولا بسلع الاستيراد إلى الجزائر، بل أردنا وبكل تصميم البقاء هنا منذ السنوات الأولى للاستقلال عبر الاستثمار في مشاريع مباشرة مع شركائنا الجزائريين، أيضا نحن نعمل على تكوين الكثير من الكوادر الجزائرية في بلدنا -بلجيكا- كما أننا أبدينا الرغبة مرارا في مساعدة الجزائر في هذا المجال الحيوي، والمهم والمتعلق بالاستثمار في الموارد البشرية وفي هذا الاتجاه نحن نعمل على قدم وساق. وأكرر مرة أخرى أنه من الجانب الآخر يجب أن يكون هناك استقرارفي المجال القانوني لتحفيز القادمين للاستثمار ولمنحهم الثقة اللازمة التي تحرك أغلب رجال الأعمال في العالم. وكما ترى فهذا الوفد المتكون من 16 رجل أعمال وممثل سامي في بلجيكا قد جاءوا للتعرف على إمكانية الاستثمار في الجزائر، وقبل هذا فمن الضروري أخذ صورة عن هذه السوق عن قرب، وباعتقادي أنهم ما يزالون بحاجة لأخذ الثقة أكثر فأكثر، وهذا يتأتى بسلة من الحوافز يكون على رأسها مجموعة من القوانين المستقرة وغيرها من التسهيلات البنكية والجبائية والجمركية، وهو ما بادرنا به نحن في خمسينات القرن الماضي عبر منظومة البينلوكس والتي أثمرت في تأسيس فضاء الاتحاد الأوروبي. ويمكن القول إن هذا الوفد سيدرس الكيفية لإيجاد شركاء جزائريين للبدء في هذا المنحى لا سيما وأننا نتقاسم الكثير من الأشياء كالتعامل باللغة ووجود روابط ثقافية وقرب المسافة على أسواقنا ،وهذا مهم ولذلك يجب على الجزائر أن تعلم بأننا متحفزون لتفعيل هذه الشراكة. السيد تويسن تحدث سعادة السفير البلجيكي لنا كريستيان فانا درياسش عن أن الحالة الأمنية التي ميزت سنوات التسعينات بالجزائر لم تعد عائقا أمام الاستثمارات البلجيكية، ماذا يمكن أن تضيف لنا في هذا الإطار؟ ** في الحقيقة ومن خلال هاتين السنتين التي قضيتها في الجزائر كنت قد عشت الاعتداء الإرهابي على مكتب المفوضية العليا للاجئين بحيدرة التابع للأمم المتحدة ومبنى المجلس الدستوري، وكان حادثا مأساويا في 11 سبتمبر ,2007 واليوم الأجواء مستقرة في الجزائر بغض النظر على ما تقوم به بعض الجماعات الإرهابية في بعض الجيوب من أجل جذب الاهتمام إليها خصوصا إعلاميا، وأعتقد أن هذا لم يمنع مؤسساتنا من القدوم، وهذا ما تلمسونه معي اليوم من خلال هذا التواجد الذي يتعاظم في كل سنة، وباعتقادي أن الجزائر تقوم بالكثير من أجل إعادة الصورة الجيدة عنها لا سيما في الدول الصناعية، وأعتقد أنه وبرغم تلك الحوادث الاعتراضية يبقى التأكيد أن ليس ذلك هو ما سيعيقنا من أجل التحرك أو الذهاب للتنزه أو للبحر، وأحسن مثال هو ما ترونه أمامكم يقصد وفد رجال الأعمال البلجيكيين المحاضرين في المكتب البلجيكي ولوني بروسل للتجارة والصناعة. السيد تويسن لو سألناكم عن طبيعة هذا الوفد من رجال الأعمال الذي يزور الجزائر ماذا تقولون؟ ** هذا الوفد يتكون من قرابة 16 ممثلا لمؤسسات بلجيكية وأخرى من لوكسمبورغ، وأود الإشارة أن هذا الوفد هو الثاني بعد المشاركة الهامة للوفد الاقتصادي الهام الذي يشارك في الصالون الدولي للأشغال العمومية والبناء ،والذي جرى بين 13 و17مارس الماضي، وقد كان نزوله للجزائر فرصة هامة لربط اتصالات جديدة مع متعاملين جزائريين لاسيما مع النشاط الكبير الذي يعرفه سوق البناء والأشغال العمومية بالجزائر وخصوصا مع احتياجات الجزائر لإنجاز أكثر من مليون سكن وإنجاز مشاريع هامة مثل الطريق السيار شرق غرب الذي يحتاج إلى تجهيز على جوانب الطريق كمحطات البنزين وغيرها من المنشآت كأماكن الاستراحة. وعودة إلى سؤالكم فطبيعة هذا الوفد المتكون من 16 ممثلا ساميا لشركات ومؤسسات بلجيكية متنوعة هو تقييم السوق الجزائرية، والبحث عن فرص لإقامة شراكة حقيقية مع نظرائهم الجزائريين خصوصا في المؤسسات المصغرة والمتوسطة، بالإضافة إلى المؤسسات الخاصة بتجهيزات المشاريع الضخمة والاستراتيجية، وبلجيكا لديها طاقات هامة في هذا الإطار ويمكن التذكير أن مقاطعة ولونيا تعد واحدة من أهم الأقطاب الصناعية بأوروبا، حيث تتواجد المطارات الكبرى والأقطاب اللوجستية والطرق الملاحية الكبرى، ومنا من الوفد الزائر من يريد التعريف بالخبرة البلجيكية في مجال الاستثمار في مجال الموارد البشرية وهو عامل مهم لأي تطور لأن الاستثمار الأهم خصوصا أن الإنسان عندما يؤهل يصبح ويسهم في نهضة البلد على كل المستويات. السيد السكرتير الأول كارل تويسن يأخذنا كل لقاء مع ممثل بلجيكي في الجزائر للحديث عن المؤسسة العريقة للنقل فان هول، هل من جديد بين مؤسسة النقل الحضري الجزائرية ومؤسسة فان هول؟ ** هذا صحيح فتواجد المؤسسة البلجيكية فان هول يعود إلى سنوات مضت وأوضاع الشراكة في مجال النقل في تطور، ومؤسستنا تأتي في صلب السياسة الجزائرية لتطوير النقل الحضري، وبشكل عام هناك 600 حافلة جديدة منتظر دخولها إلى الحظيرة الوطنية الجزائرية من علامة فان هول البلجيكية ،وستكون قريبا في أكبر المدن الجزائرية. وتجدر الإشارة أن 300 حافلة جرى تسليمها للجانب الجزائري لاستخدامها في شبكة العاصمة الجزائر، قسنطينة، وهران وعنابة، ومؤخرا جزء آخر من هذه الحافلة جرى توجيههه ل 10 مدن جزائرية مثل البليدة، الجلفة، تيارت، وتيزي وزو أو سكيكدة، وهذا بمعدل 30 حافلة للمدينة الواحدة. وهذه الطلبات ستوسع شيئا فشيئا وهذا حسب رغبات المؤسسة الجزائرية للنقل الحضري ومؤسسات أخرى، خاصة أو ريفية، ونود الإشارة أن المؤسسة البلجيكية قد راعت دور المحافظة على البيئة في مصنوعاتها للنقل وهذا ما ميز الطلبية الخاصة التي وزعنا فيها حافلات تعمل بالغاز الطبيعي وهي 10 حافلات، ونحن نتمنى أن تعمم مثل هذه الحافلات من أجل الحفاظ أكثر على الطبيعة من التلوث، ويمكن الإشارة أيضا أن ثمة تحضيرات جديدة مرفقة ستسمح بأخذ وطبع التذاكر آليا وهي طريقة متطورة وتستعمل في غالب الدول المتطورة سيمكن لمؤسسة ETUSA من استعمالها. ف. شفيق