'' ... إلى النفس وقد رآها تتسلل هاربة من المعبد... تحمل نشوة الخطيئة وحيرة المتاب،فغناها بهذا العتاب؛ لا!! لن أقول الوداعا ولن أعيد القناعا... على رحيق رشفته وأي سر كتمته فليس للذنب عمر وليس للقلب سر... ولا لموج المتاب في الدهر أي حجاب.. شدي الرباب، وقومي على سفوح النجوم.. وسبحي كيف شئت على غناء وصمت هيا أعيدي الشراعا ولا تقولي الوداعا!! سمعت منك دعاء كالعطر في الفجر جاء.. يدور حول الخطيئة بكل بشرى مضيئة منها أطل الصباح ولم تهمهم جراح.. وأقبل النور يسري على هياكل صدري لا تغلقي الباب.. وامضي من بعض ذاتي لبعضي قوافلا من ضراعة تطير نحو الشفاعة.. تهللا.. وارتفاعا ولا تقولي وداعا!! سيري مع النور، سيري وغلغلي في الاثير وأوغلي في الدهور وفي الزمان الكبير.. سيري سيمتد درب ولا تهابي ظلاما ولا تظلمي ضراما فالليل صمت وآهة وغفلة .. وانتباهه وليس للعفو سد ولا زمان وبعد.. النور عم البقاعا فلا تقولي وداعا إن خف إثم إليك ظمآن بالدمع يبكي فذكريه بيأسه من المتاب، وأمسه وذله، وانكساره وما ألم بناره ووجهها في ابتهال معفر بالزوال تعوي بريح الندامة وبانتقاض الملامة ووخزها كالذبيحة وكانتهاك الفضيحة!! لا ترحميه بكأسك ولا بأحلام نفسك.. مدي إليه شعاعا ولا تقولي الوداعا من عمق ذاتي وسري ومن سراديب صدرري ومن صلاتي الحزينة على ضفاف السكينة ومن تلفت نفسي لعلام غير حسي ومن هدير المعاصي ويأسها في الخلاص ومن تمزق قلبي على خطا كل ذنب غرفت كل وجودي سحرا بهذا النشيد.. فإن أردت سماعا فلا تقولي الوداعا!