لوحات فلكلورية شعبية تبعث العرس الإفريقي اختصرت الفرق الفلكلورية الإفريقية التي نشطت أول أمس الافتتاح الشعبي للمهرجان الثقافي الإفريقي في طبعته الثانية عمق ثقافة وتراث القارة السمراء التي تزخر بموروث ثقافي ضارب في التاريخ، وقدمت الفرق المشاركة رقصات شعبية وفولكلورية، ووصلات غنائية خاصة حولت شوارع الجزائر العاصمة إلى عرس شعبي كبير، عن هذا العرس تتحدث الفرق الإفريقية ل''الحوار'' الكونغو الديمقراطية في رقصة الأكا قال فيماند سقبيا شاعر وكاتب من جمهورية الكنغو الديمقراطي ''سعيد أنا باختياري ضمن الوفد الذي يمثل بلدي في الجزائر للاحتفال بهذا العرس الإفريقي الذي سيخلد في الذاكرة الجماعية للشعوب الإفريقية''، إن بلدي يقول ستشارك بفرق راقصة أشهرها فرقة ''الأكا''، وتعني الصديق، والجزائر هذا البلد المضياف عزيز على قلب كل إفريقي، ورقصة '' الأكا'' نسبة لقبيلة يتميز أبناؤها بالقامة القصيرة، ولها خصوصية متميزة، وهم السكان الأصليون للإفريقيا الوسطى، وإفريقيا تمتلك موروثا ثقافيا توارثوه جيل بعد جيل. الطوقو في رقصات فولكلورية أوضح ''أوبار أرونا'' ممثل عن جمهورية الطوقو أن ''إفريقيا التصق اسمها بالحروب والأمراض والأوبئة وما شابه ذلك سنين طويلة، وأن هذا المهرجان الثقافي الكبير سيعكس نظرية تفوق الشمال عن الجنوب، وهو فرصة أيضا لنقول لهم نحن شعوب إفريقيا لدينا ثروات لاتحصى، وباستطاعتنا فرض أنفسنا على الساحة الدولية، وأن تلك الحروب التي عصفت بالقارة مفتعلة في أصلها، نحن شعوب إفريقيا يقول أرونا لنا تاريخ ضارب في عمق الإنسانية ولا أحد يمكنه جحد التاريخ مهما حدث''، وعن البرنامج المسطر للاحتفاء بهذه التظاهرة الثقافية قال أورنا ''إن أجندة الطوقو ثرية ومتنوعة، وستمكن الشعب الجزائري بالخصوص والوفود التي تمثل دول القارة من الاطلاع عن كثب بما تزخر به هذه القطعة من إفريقيا''. جمهورية ملاوي تزف إفريقيا عروسا أعرب ''كود سنقالا'' ممثل عن جمهورية ملاوي عن اعتزازه وافتخاره بوجوده على أرض الجزائر التي هي حلم كل الأفارقة، ''هذا البلد يقول كود الذي ضحى بكل ما لديه ثمنا لحريته، كما لا يمكن إنكار دوره الريادي في بعث وتفعيل الحركات التحررية في كل أصقاع العالم، والجزائر الآن تؤكد في كل مناسبة أنها صانعة الحدث الإفريقي، ويظهر ذلك جليا من خلال هذا العرس الذي زفت فيه إفريقيا إلى بيت الأخوة والمحبة بين شعوب القارة ونشر الأمن والسلام بين دول السمراء، إن هذا المهرجان يضيف كود بمثابة تجديد العهد مع الأفارقة ويحاول قدر المستطاع نسج روح أخوية بين أبناء القارة السمراء، وسنبين للعالم من خلال هذا الحدث القاري أن أبناء السمراء قادرون على تمثيل أنفسهم ولا يحتاجون إلى أية وصاية'' جمهورية جيبوتي تحمل عاداتها على كتف الراقصين وفي ذات السياق قال أحمد سلمان محمد ممثل جمهورية جيبوتي إنه فخور بهذا المهرجان الكبير الذي تعجز الدول الكبرى على تنظيمه، هذا الحدث الذي جمع وفودا تمثل القارة السمراء، وأن جمهورية جيبوتي التي يمثلها 58 شخصا يحملون معهم عادات وتقاليد جيبوتي من إرث ثقافي وفني الذي يعكس ثراء هذه القارة، إن هذا المهرجان في حد ذاته تحدّ كبير، والجزائر مشكورة على أية حال لاحتضانها هكذا حدث، وهو ليس بجديد على هذا البلد العظيم الذي احتضن الطبعة الأولى لهذا المهرجان عام .''1969 الأصفر والأحمر يترجمان ثقافة جزر القمر من جهته قال ''بوسري بن سعيد'' أحمد ممثل عن جزر القمر ''لقد جئنا للمشاركة ضمن الوفود الإفريقية لتفعيل هذا الحدث القاري الذي سيدخل في التاريخ من بابه الواسع، حاملين معنا ثقافة تميز شعب جزر القمر، إن هذه التظاهرة هي أكبر حدث عرفته القارة السمراء منذ الطبعة الأولى التي كانت عام .1969 الصحراء الغربية تستعرض موروثها الثقافي في ذات الوقت أوضح الشلح بوزيد بوعو أن هذا الحدث فرصة للشعب الصحراء لتبين موروثه الثقافي الذي حاول المحتل المغربي طمسه وتجريده منه. غرداية في رقصات العايدي قال السيد درغال عبد الرحمن أحد أعضاء الفرقة التابعة لجمعية الفانتازيا بالقرقابيلة لولاية غرداية إن مشاركته في المهرجان الإفريقي الثقافي تعتبر الثانية بعد مشاركته في المهرجان في طبعته الأولى سنة 1969 في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، ''الآن أرى الطبعة الثانية أكثر تنظيما من الطبعة الأولى، مشاركة فرقتنا المتكونة من 14 عضوا تتمثل في تقديم رقصات ''العايدي'' وهي عبارة عن الصلاة على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى رقصة الدائرة بالخيل واللعب بالسلاح وهي رقصة توارثناها عن الأجداد''. عادات وتقاليد الكاميرون في رقصات بالية أعربت ''املين فولغي'' رئيسة البالي الوطني الكاميروني أن مشاركتها تعتبر الأولى من نوعها في المهرجان الثقافي الإفريقي، أما زيارتها للجزائر تعد الثانية من نوعها، وفي حديثها عن الجزائر قالت فولغي ''الجزائر بلد في غاية الروعة وشعبها طيب جدّا، وأنا مبهورة بجمال الجزائر، والافتتاح شدني كثيرا'' وعن مشاركة البالي الوطني الكاميروني في التظاهرة أوضحت محدثتنا أن البالي يقدم رقصات مختلفة تبرز تنوع ثقافات وعادات الكاميرون، جسدها عشرة راقصين وأربعة موسيقيين. مصر في عرض دالتا وصوفي بالتنورة أوضح عبد الرحمن الشافعي مخرج فرقة النيل من مصر أنه لأول مرة يشارك في التظاهرة ''أنا جد سعيد بهذه الأجواء الاحتفالية التي تصر الناظر، ونحن جد سعداء لأن الجزائر هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي احتضنت المهرجان في طبعتيه الأولى والثانية، فالمهرجان يعبر عن الثقافة الإفريقية الأصيلة والعريقة وأعتقد أنه حان الوقت لتنال إفريقيا حقها، والمهرجان فرصة لإبراز هذا التنوع الثقافي الموجود في القارة الإفريقية''، وفي تقييمه للتنظيم الذي عرفته التظاهرة قال الشافعي إن الاستعداد للحدث الثقافي كان ضخما، وكل الدولة الجزائرية عملت على إنجاح هذا المهرجان، وهو شيء نعتز به كدولة عربية وإفريقية، وعن مشاركة فرقة النيل في التظاهرة قال الشافعي ''اليوم سنقدم عرضا لفنون النيل من الجنوب، النوبة، وعرض من الدلتا، وعرض صوفي بالتنورة، هذه الرقصات بمثابة تحية لكل القارة الإفريقية''. تيارت وطلقات البارود قال رئيس فرقة ''أولاد توات طايبية'' التابعة لولاية تيارت إن فرقته قامت بالتحضير للمهرجان لمدة تفوق الشهرين وأغلبية أعضاء الفرقة من الشباب لم يسبق لهم المشاركة في أي مهرجان مهما كان نوعه، وجاءتهم فرصة المهرجان الثقافي الإفريقي لإبراز ما يكتسبونه من مواهب، وكذا لتبادل الخبرة والتجربة، وأما مشاركة الفرقة فتلخصت في تقديم عرض رقصات فلكلورية مع طلقات البارود أبدع فيها أعضاء الفرقة المكونين من 18 فردا. تانزانيا ورقصة قوبو قوبو أكد موليدي محمد أحد أعضاء فرقة تنزانيا أنه مبهور بجمال الجزائر الرائع في أول زيارة له قائلا '' لا يمكنني وصف شعبها أبدا لكرمه وحسن ضيافته'' وبخصوص الافتتاح الشعبى قال إنه ضخم ضخامة عادات وتقاليد القارة السمراء، وشاركت الفرقة التنزانية المكونة من أربعة وأربعين فردا برقصات متنوعة مثل رقصة ''قوبو قوبو''من عمق تنزانيا التي لا تختلف في عاداتها كثيرا عن الجزائر. مستغانم في رقصات فولكلورية قال فرحي يحي رئيس جمعية ''أولاد توات الفلكلورية'' التابعة لولاية مستغانم إن الفرقة التي تتكون من 16 عضوا عملت كثيرا لتقديم عرض متميز برقصات فلكلورية مع البارود في أولى أيام المهرجان، حيث قمنا بانتقاء الأفراد المشاركين عن طريق اختبار خاص، واليوم نلاحظ أن المشاركة كانت كبيرة من قبل الدول الإفريقية أكثر مما كنا نتوقعه وهذا أسعدنا كثيرا وشرف الجزائر. ''بوكو'' و''كاريما'' تلخص عادات كينيا أعرب رئيس فرقة كينيا للرقص ''ارونا قزيتو اى ماسيزا'' أن زيارته تعتبر الأولى للجزائر، وهي في قمة الجمال وأبهرتني مناظرها الخلابة وأسعدني كثيرا تجاوب الجمهور مع الافتتاح الشعبي الذي لم نتوقع أبدا أن يكون في هذا المستوى واليوم قام أعضاء الفرقة المكونة من خمسة أفراد بتقديم رقصات متنوعة تحت إيقاعات موسيقى كينية مثل رقصة ''بوكو'' ورقصة ''كاريما''. أصداء أحدث سقوط إحدى لافتات الدول الإفريقية في باب الوادي هلعا بين صفوف الأمن حيث تسارعوا إلى عين المكان مشهرين بأسلحتهم. لم يستطع رجال الأمن منع التدفق الهائل للجمهور الذي اقتحم طريق سير الحافلات لمصافحة الأفارقة وأخذ صور تذكارية معهم على مستوى طريق كيتاني إلى غاية ملعب فرحاني. بعد انتهاء الاحتفال تناثرت المجسمات المجسدة للثقافة الإفريقية التي كلفت مبالغ ضخمة لإنجازها بعد أن أقدم المشاغبون على تدميرها، كما أن معظم رايات البلدان الإفريقية تم انتزاعها.