وقع سفيان بلقرع بصماته الفنية على حفل الختام الرسمي للمهرجان الثقافي الإفريقي من خلال لوحات استعراضية ميزتها تلك الرقصات الكوريغرافية التي أبدع فيها نحو 17 راقصا، رقصوا على نغمات موسيقى البلوز والجاز التي أدها فنانون أفارقة تداولوا على خشبة قاعة الأطلس بباب الوادي بالعاصمة. في جو بهيج امتزجت اللوحات الفلكلورية مع أصوات الفنانين الأفارقة لتصنع أجواء العرس الإفريقي في 16 لوحة استعراضية اختتم بها المهرجان الافريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر لمدة 15 يوما قام خلالها فنانون جزائريون وأفارقة بتأدية أغاني الفنانة الراحلة مريم ماكيبا تكريما لروح الفنانة الفقيدة الجنوب افريقية، ومن أشهر أغاني الفنانة التي تم تأديتها خلال الحفل أغنية ''ماما أفريكا'' الذي صمم موسيقاها كل من الفنان فريد والفنان اعمر. ومزج هذا الاستعراض بين مختلف الطبوع الغنائية من موسيقى البلوز والجاز وغيرها من الطبوع التي حولت قاعة الأطلس إلى عرس أفريقي ميزته إيقاعات الطبول وموسيقى إفريقية عبرت عن حضارة ضاربة في عمق البشرية. وشهد حفل الختام فقرات متنوعة من الفن الإفريقي الذي ترجمته فرق وفنانون جزائريون وأفارقة على أنغام الأغاني الوطنية، وتحولت خشبة الأطلس إلى مسرح كبير استعمل شاشة عرض ضخمة للصور والمؤثراث البصرية والصوتية المصاحبة للعرض وعبر لوحات فنية اندمجت فيها التقنيات الحديثة بثراء وتنوع الفلكلور الافريقي، سردت ملحمة «افريقيا المتناغمة» لحظات متميزة من تاريخ إفريقيا، من خلال لوحات كوريغرافية، تحيل الى تنوع مشارب المجتمع والثقافة والحضارة الافريقية وتربط بين الماضي والحاضر بشكل احتفالي يجمع بين أنواع متنوعة من الفنون التعبيرية: موسيقى، غناء، رقص، صور من الأرشيف، صور مركبة، حكايا، مؤثرات صوتية وبصرية، وتصور كل لوحة من اللوحات الفنية للملحمة جانبا من التلاقح الحضاري بين الحضارة الإفريقية من جهة وباقي مكونات الهوية الافريقية من جهة ثانية. وحضر حفل الختام وزيرة الثقافة خليدة تومي إلى جانب وزراء الثقافة لبعض الدول الإفريقية وفنانون جزائريون وأفارقة، وكان المهرجان الذي جرت فعالياته تحت شعار ''إفريقيا التجديد والنهضة'' فرصة للشباب الإفريقي لإبراز ثقافة وتراث القارة السمراء في مختلف المجالات وتوطيد أواصر الاخوة والصداقة بين هؤلاء الشباب، والتعريف بالقيم والتقاليد المختلفة والثرية لحضارة القارة الافريقية.