ينتظر أن تشهد اليوم عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل اجتماعا وزاريا جديدا للاتحاد من اجل المتوسط ،بغية تفعيل مشاريعه التي تعثرت عقب الأحداث المأساوية التي ارتكبت في قطاع غزة . ويهدف هذا الاجتماع إلى إعطاء نفس جديد للاتحاد من اجل المتوسط تمكنه من أحداث انطلاقة حقيقية لمشاريعه ة قبل حلول الذكرى الأولى لإطلاقه التي ستكون في ال13 من شهر جويلية الحالي ،والتي ينتظر أن تكون فرصة ستؤكد فيه الدول الأعضاء ال 43 على تمسكها بما اتفقت عليه منذ عام ، خاصة فرنسا التي سيسعى رئيسها نيكولا ساركوزي -الذي تعود له فكرة إطلاق هذا المشروع أن يقنع دول الضفة الجنوبية للمتوسط بان ما ينتظرهم في السنوات القادمة سيكون ايجابيا إلى ابعد الحدود. وبخصوص مشاركة الجزائر في هذا الاجتماع ،وطبيعة الوفد الذي سيحضر، لم ترد إلى غاية كتابة هذه الأسطر أي تصريحات رسمية ، ما يعني أن المشاركة قد تقتصر على أعضاء من السفارة الجزائريةببروكسل. وسبق للحكومة الفرنسية التي تترأس بلادها الاتحاد المتوسطي مناصفة مع مصر أن أعلنت عن عقد اجتماع وزاري للبحث في مشروع الاتحاد من اجل المتوسط في بروكسل في هذا اليوم ، حيث حرص في هذا الشأن ،المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إيريك شيفاليير على التأكيد أن مشروع الاتحاد من اجل المتوسط مازال قائما ويتعين أن يحظى بالاهتمام. وكانت باريس قد شهدت في ال 25 من شهر جوان الماضي انعقاد أول اجتماع وزاري جلس فيه الإسرائيليون والفلسطينيون إلى طاولة واحدة، بعد التعثر الذي مس المشروع المتوسطي منذ أحداث مجزرة غزة التي ارتكبتها إسرائيل بداية العام الحالي. وأبدى المشاركون في اجتماع جوان الذي خصص لمشاريع المياه والبيئة ومصادر الطاقة المتجددة،ولم يحضره أي وزير جزائري، عن ارتياحهم لانطلاق ديناميكية جديدة، خاصة وأنهم قد بحثوا ما يزيد عن مائتي مشروع، وأعلنوا عن إطلاق بعض المشاريع ''النموذجية'' مثل بناء محطة لتوليد الكهرباء الضوئية في المغرب أو محطات لضخ المياه تعمل على الطاقة الكهرضوئية في تونس،حيث قال وزير البيئة الفرنسي جان لوي بورلو عن هذا الاجتماع ''يمكن القول انه تحريك لعملية'' الاتحاد من اجل المتوسط، أما وزير الصناعة المصري رشيد محمد رشيد فقد قال عنه ''إن هذا الاجتماع يعطي دفعا مهما ، يسمح لنا بالانتقال من إطار سياسي عام إلى التطبيق الفعلي". ومن جهته ،طالب المستشار الخاص لقصر الاليزيه هنري غينو إلى جعل مشروع جر المياه ومعالجتها في قطاع غزة إحدى ''أولويات'' الاتحاد من اجل المتوسط ''خلال الأشهر القادمة''،مشيرا إلى إبداء الجميع '' انفتاحا على هذا المشروع''، ومعتبرا أن انعقاد الاجتماع الوزاري هو ''دليل على أننا نتخطى مأساة غزة ولو كان ذلك صعبا". وبخصوص هذا المشروع ، أشار بورلو إلى انه سوف يلبي ''حوالى 20%'' من حاجات الأراضي الفلسطينية إلى المياه، معلنا عن زيارة ستجري خلال الأسابيع القادمة ''لإقرار هذا البرنامج نهائيا باسم الاتحاد من اجل المتوسط". وكان موضوع الدولة الأوروبية التي ستترأس الاتحاد المتوسطي خلال 2010 قد شكل خلافا بين قادة القارة العجوز ، إلا أن اجتماعا دار الجمعة الماضية بستوكهولم بين الوزير الأول السويدي فريدريك راينفيلد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أفضى إلى اتفاق يقضي برئاسة سويدية - فرنسية مشتركة للاتحاد من أجل المتوسط عن الجانب الأوربي.