اتفق المندوبون الدائمون للدول الأعضاء في الاتحاد من أ جل المتوسط على قرار اختيار وزير الخارجية الأردني احمد مساعدة كأمين عام لهذا الاتحاد ، لرفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية الذي سيعقد في غضون الأسبوعين القادمين. وخرج اجتماع المندوبين الذي عقد أول أمس بالإجماع على اختيار احمد مساعدة أمينا عاما للاتحاد من أجل المتوسط ،حيث سيتم بخصوص هذا رفع توصية إلى وزراء خارجية دول الإتحاد للمصادقة عليه خلال أسبوعين ، ليتمكن الأمين العام الجديد من مباشرة مهامه منتصف شهر فيفري المقبل في مقر الأمانة العامة الواقع في مدينة برشلونة الاسبانية. ويأتي هذا الاختيار مطابقا لما اتفق عليه خلال الاجتماع الوزاري المصغر الذي احتضنته القاهرة في الخامس من الشهر الحالي وضم وزراء خارجية كل من مصر وفرنسا وإسبانيا وتونس و الأردن، والذين زكوا ترشيح الوزير الأردني وطالبوا المندوبين الدائمين لدول الإتحاد بحث هذا الترشيح خلال اجتماعهم أمس في بروكسل ،واتخاذ قرار بالموافقة عليه ورفع توصية مشتركة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد بتعيين المساعدة وبشكل نهائي في هذا المنصب بأسرع وقت ممكن. وعقب حصوله على تزكية جميع المندوبين، اعتبر المساعدة في كلمة له أن تأسيس الأمانة العامة يفتح صفحة جديدة من التعاون الأوروبي المتوسطي ويرسخ المبادئ والقيم التي انشئ لأجلها الاتحاد ويعد دلالة واضحة على جدية كافة الأطراف في إنجاح هذا المشروع وإيمانهم بأهدافه،مردفا بالقول '' سيتم البناء على الإنجازات السابقة وهي متعددة مما يعد بتحقيق مزيد من التقارب بين شمال وجنوب المتوسط''. ويهدف تعيين المساعدة إلى إعطاء انطلاقة جديدة للاتحاد من اجل المتوسط ، وتقريب وجهات النظر بين أعضائه ، خاصة ما تعلق منه برفض الدول العربية مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط، بسبب مواقفه المتشددة ضد الفلسطينيين والعرب. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قد اعترف أنه لا تزال هناك صعوبات داخل الاتحاد المتوسطي ، في إشارة ضمنية إلى قضية ليبرمان ،حيث قال في هذا الشأن ''نعم هناك على المستوى الوزاري مشاكل صغيرة بين بعض وزراء الخارجية. سنقوم بتذليلها خطوة خطوة''، مضيفا أن هذا الخلاف يرجع ''لأسباب سياسية لا نتفق كل يوم''. ويشار إلى أن الاتحاد المتوسطي قد توقفت مسيرته منذ المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة نهاية 2008 ،حيث رأت بعض الدول ،ومنها الجزائر أن اعتداء دولة عضو ضد آخر غضو في الاتحاد أمر غير معقول،مؤكدة أنها لا تريد إعادة تكرار مشروع برشلونة الذي فشل .