سارعت فرنسا إلى تغطية الفشل الذريع الذي حققه الاتحاد من اجل المتوسط الذي يطفئ شمعته الأولى اليوم، من خلال الادعاء أن الحصيلة الحقيقية لهذا التكتل ستكون بعد عامين من إطلاقه. وفي هذا الشأن، قال المستشار لدى الرئاسة الفرنسية جيل مينتري خلال ندوة فكرية نظمت بالعاصمة باريس ''إن الحصيلة الحقيقية ستكون بعد عامين من قيام الاتحاد من أجل المتوسط''،مضيفا انه في شهر جويلية من العام القادم سيتم تنظيم قمة للاتحاد من اجل المتوسط ،ومردفا بالقول ''وعندها سيكون من الضروري تقديم جرد'' بما تم انجازه. ويرى جيل منتري أن العام الأول من وجود الاتحاد من أجل المتوسط يشكل مرحلة أولى تأسيسية، معترفا بأنه قد ''حدث تباطؤ شديد منذ جانفي الماضي'' بسبب ما جرى في غزة ،ومدعيا انه رغم ذلك فإن ''الاتحاد من أجل المتوسط واصل العمل وأظهر أنه قادر على مواجهة الأزمات'' ،كما حاول أن يبدي نوعا من التفاؤل بالقول ''أمامنا سنة لإحراز تقدم في المشاريع''. وكان الاتحاد من اجل المتوسط قد تعثر بشكل كبير بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة نهاية 2008 وبداية 2009 ، خاصة وان هذه الجريمة قد ارتكبت من طرف بلد عضو في حق بلد عضو ،على حد ما قال وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في وقت سابق ،والذي عبر وقتها عن رفضه المطلق للسياسة التي تنتهجها اسرائيل في فلسطين ،والتي ستؤثر لا محالة على مصير المشروع المتوسطي . ويشار إلى أن الاتحاد من أجل المتوسط الذي أطلقه الرئيس نيكولا ساركوزي في 13 جويلية 2008 بباريس بمشاركة 43 دولة ، قد جاء كبديل لمسار برشلونة 1995 الذي لم يستطع إخراج الحوار الأوروبي المتوسطي إلى مشاريع ميدانية ملموسة.