حوّل الحريق المهول الذي شب في أحد الشاليهات التي كانت تتخذها عائلات أعوان الحماية المدنية بالسانية بوهران، حياة هؤلاء إلى جحيم حقيقي على الأرض، فمنذ تلك الحادثة المشؤومة التي حدثت العام الماضي وهذه العائلات المنكوبة المقدر عددها بستة تناشد السلطات المحلية التدخل العاجل من أجل تمكينها من سكنات لائقة تخلصها من حياة الغبن التي كابدتها ولاتزال داخل خيم نصبتها تفتقر لأدنى شروط العيش الإنسانية. وكان الحريق المهول الذي شب في الشاليهات ''الخشبية'' بحي الحماية المدنية بالسانية إثر شرارة كهربائية، قد أتى على جميع الأفرشة والأثاث، محولاّ المكان إلى دخان ورماد، وضعية العائلات المنكوبة ازدادت سوءا مع حرارة الشمس اللافحة ونحن في عز الصيف، فالخيم التي أوت إليها لم تعد الحياة فيها تطاق، فلا ماء ولا كهرباء، ناهيك عن المخاطر الصحية التي باتت تتربص بقاطنيها، سيما الأطفال الذين أصبحوا مهددين بالإصابة بأمراض مستعصية كالحساسية وضيق التنفس. مسلسل المأساة متواصل والسلطات المحلية لم تقدم سوى الوعود التي لم يوف شيء منها إلى حد الساعة، حيث كان الوالي قد وعد العائلات المنكوبة بإنجاز مساكن لهم بمساحة 64 م2 وتقديم مساعدة مالية لهم مقدرة ب50 مليون سنتيم كتعويض عن الخسائر المادية التي لحقت بهم جرّاء هذا الحريق المهول، وعلى هذا ناشدت هذه العائلات والي الولاية التدخل العاجل لتمكينها من سكنات لائقة تخلصها من حياة الغبن التي تعيشها داخل الخيم، يحدث هذا في ظل الاحتجاجات العارمة التي خلفتها عملية ترحيل سكان الأحياء القصديرية وقاطني البنايات المهددة بالانهيار، إذ بلغ عدد الطعون المودعة إلى حدّ الساعة لدى اللّجنة الولائية التي كلّفت بإحصاء العائلات المعنية بالترحيل 250 طعن، صادرة عن العائلات المقصية من العملية وتلك المستفيدة أيضا، والتي اتّهمت ذات اللّجنة بعدم الأخذ بعين الاعتبار العدد الكثير من أفرادها، وحشرها في شقق ضيّقة من غرفتين و3 غرف.