عاش سكان الشاليهات بحي الأمواج الصغيرة ببرج البحري موجة احتجاجات كبيرة، ليلة أول أمس، بعد قيام العائلات بقطع الطريق الرئيس المقابل للحي احتجاجا على إقصائهم من عملية الترحيل الأخير. في حين شب حريق مهول ليلا في ستة شاليهات واقعة بتراب البلدية. انتفض سكان الشاليهات ب''الأمواج الصغيرة'' ببرج البحري ضد السلطات المحلية وقاموا بقطع الطريق الرئيسي المقابل للحي في حدود الساعة الرابعة مساء وشرعوا في إضرام النيران بالعجلات المطاطية. وقد استدعى الأمر تدخل قوات الأمن ومصالح الدرك الوطني الذين تمكنوا بصعوبة من تهدئة الوضع وتفريق المحتجين بعد ساعتين من اندلاع الأحداث، إلا أن الاحتجاجات لم تهدأ إلا لبضع ساعات لتعاود دوامتها ليلا عقب نشوب حريق كبير في ستة شاليهات. وبالرغم من أن العائلات التي احترقت مساكنها أكدت أن الحريق نشب بفعل مجهول، إلا أنه راجت أخبار مفادها أن السكان هم من قاموا بإضرام النار في الشاليهات الستة التي كانت أربعة منها خالية من السكان، في حين أحرق شالي آخر ووضع في منتصف الطريق المؤدي إلى وسط مدينة برج البحري. واستدعى الأمر مرة ثانية تدخل عناصر الدرك الوطني ومصالح الأمن وكذا مصالح الحماية المدنية التي أخمدت الحريق في حدود الساعة الواحدة والنصف صباحا حسب العائلتين اللتين أحرقت شاليهاتها وقضتا ليلتهما في العراء. ولحسن الحظ لم تسجل أي خسائر بشرية، حيث تمكن رجال الحرس البلدي من إنقاذ عجوز تبلغ من العمر 80 سنة كادت تموت داخل شالي محترق. واستنكرت العائلات المحتجة غياب السلطات المحلية خلال هذه الأحداث وأكدت أن مصالح الدائرة رفضت الطعون التي قدمتها العائلات دون أسباب، إذ قدمت لهم مبررات غير موضوعية لإسقاطهم من قائمة المستفيدين، منها أنهم لم يشغلوا الشاليات طيلة السبع سنوات الماضية بالرغم من أنهم يملكون فواتير مصلحة سونلغاز وشهادات مدرسية تؤكد أنئ أبناءهم تلقوا تعليمهم ببرج البحري، بالإضافة إلى شهادة سلبية من مصالح أملاك الدولة والحفظ العقاري تؤكد أنهم لم يستفيدوا من سكن أو أي صيغة من الإعانات من الصندوق الوطني للسكن. وأكد المحتجون أن مصالح الدرك الوطني فتحت تحقيقا في الحريق الذي شب بالشاليهات وبلغوهم أن مصالح الأمن لم تتلق إلى غاية الآن أوامر بالتدخل من أجل الترحيل. يذكر أن عدد العائلات المحتجة الموجودة بالشاليات بحي الأمواج الصغيرة ببرج البحري يقدر ب72 عائلة قدمت من عدة بلديات منها 27 عائلة من حي محي الدين ببلدية سيدي امحمد و27 عائلة من بئر خادم و18 عائلة أخرى من دائرة الدارالبيضاء لم تستفد من الترحيل الأخير بتاريخ 27 و28 أفريل الفارط.