نشب، أمس، في حدود الساعة الحادية عشرة ونصف قبل الزوال حريق مهول بمزرعة شابو، الواقعة ببلدية برج البحري، والتي تضم قرابة 550 شاليه يقطنها مرحلون من مختلف المناطق بالعاصمة، ما أدى إلى إتلاف 10 شاليهات عن آخرها، إضافة إلى تسجيل أضرار مادية أخرى. ولحسن الحظ لم يخلف الحريق، الذي تجهل أسبابه، أية ضحية عاش سكان مزرعة شابو حالة من الذعر والفزع ابتداء من الساعة الحادية عشرة ونصف صباحا، حين بدأ صراخ النسوة والأطفال يتعالى بعد نشوب حريق بأحد الشاليهات، يعتقد أن أحد الأطفال كان المتسبب فيه، فهرع شباب الحي الذين كانوا بأحد المقاهي المجاورة إلى مكان نشوب الحريق محاولين إخماده. وسرد أحد السكان ل “الفجر” أن الحريق تمت السيطرة عليه بعد تكاتف جهود السكان المقيمين بالمزرعة وتم إخماده بعد أن أتلف 10 شاليهات عن آخرها. وقال السكان إن السيطرة على الحريق لم تكن سهلة بسبب سرعة ألسنة اللهب التي انتقلت من شاليه لآخر، انقسم قاطنوها بين مشارك في إخماد النيران وإخراج أثاثهم ومستلزماتهم، التي هي الأخرى لم تسلم من هذا الحادث، إضافة إلى هذا تحدث السكان عن بعض حالات السرقة التي طالت مستلزماتهم في غمرة الأجواء الرهيبة. وذكر السكان أن إخماد الحريق ساهم فيه الجميع، حيث سارعوا للمساعدة بمجرد سماعهم بالخبر، مؤكدين في ذات الوقت حضور وحدات الحماية المدنية متأخرة، أي بعد إخماد الحريق مرفوقة بصهريج فارغ، حسب شهادة من تحدثنا إليهم. من جانب آخر، أكدت مصالح الدرك الوطني ومصالح الحماية المدنية التي حضرت إلى عين المكان أن سبب الحريق لم يعرف إلى حد الساعة، مؤكدة فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية للحادث، خصوصا وأن بعض الأطراف المجهولة وضعت السكان في قفص الاتهام وحملتها مسؤولية الحريق، وأنها افتعلته لترحيلها إلى سكنات جديدة، حسب ما تردد في محيط الحادث. السلطات تعد بشاليهات جديدة... والسكان يرفضون من جانبه، وعد رئيس ديوان الوالي المنتدب للدار البيضاء، السكان بإعادة ترحيلهم فورا إلى شاليهات أخرى كانت معدة مسبقا لسكان آخرين، حتى لا تقضي العائلات المنكوبة ليلتها في العراء، لكن هذا العرض قوبل بالرفض القاطع من العائلات التي أكدت أنها تفضل العراء على العودة إلى نفس المعاناة والعيش في نفس الظروف، خصوصا وأن ثلاثا من هذه العائلات تعرضت لهذا الحادث مرتين، حيث نشب قبل 4 أشهر حريق أول بذات المزرعة، أتى على ثمانية شاليهات كانت تقيم بها هذه العائلات. من جانب آخر، اجتمع عدد كبير من السكان ورفعوا معاناتهم التي عاشوها منذ أكثر من سبع سنوات، إلى السلطات المحلية وطالبوها بالترحيل قبل أن يتعرضوا لحادث آخر، مؤكدين أن خيار الترحيل إلى شاليهات جديدة مرفوض رفضا قاطعا، وهو ما دفع رئيس ديوان الوالي إلى وعدهم بالترحيل قريبا، مصرحا بأنهم مدمجون ضمن برنامج إعادة الإسكان الذي ستباشره الولاية المنتدبة للدار البيضاء.