دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس إلى القيام بثورة خضراء لتمكين القارة السمراء من تخطي مشكلة أمنها الغذائي، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة مراجعة أنماط الإنتاج الفلاحي في العالم و ترقية قواعد الإنصاف والشفافية في سير سوق المنتوجات الغذائية. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن بوتفليقة قد قال في كلمة له خلال اجتماع ضم مجموع رؤساء الدول المشاركين في قمة ال8-افريقيا حول موضوع ''الأمن الغذائي العالمي''، والتي قراها الوزير الأول أحمد أويحيى الذي يمثله في هذه القمة أن ''خيار ثورة خضراء يفرض نفسه بصفته السبيل الذي ينبغي أن نطرقه حتما من أجل إخراج إفريقيا نهائيا من دوامة الأزمات الغذائية". وبيّن بوتفليقة أن المشكل الرئيسي الذي يطرح هو نقص الاستثمار على المدى الطويل في الفلاحة و في التنمية الريفية العالمية،معتبرا أن تجنيد المجتمع الدولي أمام أوضاع المجاعة في إفريقيا ''كانت دوما مشجعة بصفتها تعبيرا عن ضمير إنساني مهين'' ،وقد ''تم خلال العديد من المحافل العالمية التطرق إليها واتخاد مبادرات عديدة''،مردفا بالقول بأنه ''تمت تعبئة موارد هامة نوعا ما و أخرى أهم تم الإعلان عنها'' ،ومشيدا ب ''مبادرة حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية بخصوص إطلاق آلية تمويل بمبلغ 15 مليار دولار موجه إلى دعم البلدان الأكثر تضررا من آثار الأزمة الغذائية العالمية". وأكد رئيس الجمهورية أن ''البلدان الإفريقية التزمت باتخاذ كل الإجراءات الضرورية من أجل رفع الإنتاج الفلاحي و ضمان الأمن الغذائي لاسيما من خلال تطبيق البرنامج الواعد و الذي اعترف به كذلك من قبل شركائنا ألا و هو البرنامج المدمج من أجل تطوير الفلاحة في إفريقيا" . إلى ذلك ، اتفقت بلدان مجموعة ال 8 و نظرائهم من مجموعة ال 5+,3 وهم رؤساء الدول المبادرين بالشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا ''النيباد'' المتمثلة في الجزائر والسنغال ونيجيريا وجنوب إفريقيا ومصر، وكذا الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ورئيس لجنة تطبيق النيباد ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المجتمعين في قمة مجموعة ال8-إفريقيا على تعزيز أكثر فأكثر للشراكة القائمة بينهم و المبنية على أساس المسؤولية و التبادل المتبادلين،كما درست هذه البلدان المسائل المتعلقة بالأزمة الاقتصادية و المالية العالمية التي تضرب البلدان الفقيرة بقوة معرضة بذلك للخطر التقدم المحقق في مجالات الصحة و القضاء على المجاعة و الفقر. وشدد رؤساء بلدن مجموعة ال8 على ضرورة التحرك بسرعة لإعادة بعث النمو و تطبيق الإجراءات الملائمة من أجل حماية البلدان الهشة، مبدين التزاماتهم بما تعهدوا به في غلين ايغلس، ومؤخرا خلال قمة مجموعة ال20 بلندن لدعم جهود التنمية الإفريقية وترقية الحكم الراشد و تحقيق أهداف الألفية للتنمية. وفي السياق ذاته، تعهدت دول مجموعة الثماني في بيان لها برصد 20 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات لمكافحة الجوع في العالم، والذي سيسمح بزيادة الاستثمارات في قطاعات الزراعة في البلدان النامية،حيث عبر رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو برلوسكوني عن ارتياحه لهذ ا القرار قائلا ''شعرنا بالرضا للتمكن من رفع المبلغ من 15 إلى 20 مليار دولار". ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما ''فيما تتحسن أسواقنا، ويظهر أننا تجنبنا انهيارا عالميا، نحن نعلم أن أشخاصا كثيرين ما زالوا يعانون''، مضيفا ''ولذلك اتفقنا على أن الانتعاش الكامل ما يزال بعيدا، وأنه سيكون من المبكر البدء في تقليص خطط التحفيز، وأنه علينا أن نواصل دعمنا لهذه الخطط لإرساء أسس انتعاش قوي ودائم".