مولود معمري روائي وباحث أمازيغي جزائري في اللسانيات الأمازيغية، ولد في 28 ديسمبر 1917 بتاويرت ن ميمون في آيت يني (القبائل الكبرى)، انتقل في الثانية عشرة من عمره إلى مدينة الرباط للدراسة الٍتي واصلها بالجزائر ثم باريس. مارس مِهنة التعليم ابتداء من سنة 1947 في المدية وفي جامعة الجزائر .1962 توفي في شهر فبراير مِن سنة 1989 في حادث مرور بِعين الدفلى بعد عودته من ملتقى بوجدة (المغرب). بعد مسار طويل من النضال والكفاح المتعدد في الأبعاد والمعالم لفائدة الهوية الأمازيغية, انتهى الأمر بالنسبة لمولود معمري ان أصبح رمزا لكل أجيال الثقافة الأمازيغية بدءا من سنة .1980 ذلك أن هذا المولود ترك بصماته واضحة في كل المشاريع الفكرية والمبادرات العلمية التي استهدفت إبراز الثقافة واللغة الأمازيغيتين وتجديدهما في كل المعارف الإنسانية المرتبطة بهذه الثقافة الإنسانية: سوسيولوجيا, أنتروبولوجيا, لغويا, فنيا, أدبيا. بدأ مولود معمري النضال الأمازيغي انطلاقا من تناوله بالدراسة لمفهوم الهوية عبر مجموعة من الكتابات والأبحاث التي بدأ نشرها في مجلة أكدال منذ سنة 1938 وهي مجلة كانت تصدر بالمغرب وكانت تهتم بثقافة المجتمع الأمازيغي وكان يصدرها المعهد العالي للدراسات الأمازيغية في ظل الحماية الفرنسية. ولقد مكنته هذه الأبحاث حول الهوية بصفة عامة وحول الهوية الأمازيغية بصفة خاصة، من الوقوف على مجموعة من الحقائق والوقائع التاريخية المخفية والمطموسة، وهو ما سيعكسه لاحقا في ثلاثيته الروائية الرائعة: التل المنسي, نوم العادل, والأفيون والعصا . وهي روايات عكس فيها بالدرجة الأولى صراع الهوية الأصلية للأرض الأمازيغية مع العناصر التي ترتبت عن التثاقف مع الأجنبي.