تستحضر دار الثقافة لتيزي وزو يومي 27 و 28 فيفري ذكرى الأديب الراحل مولود معمري صاحب روائع "الأفيون و العصا " و "نوم العادل" بمناسبة مرور 21 سنة عن وفاة هذا الكاتب الجزائري الذي خلف إرثا أدبيا ثمينا معترف بقيمته عالميا و بالمناسبة سطرت هذه المؤسسة الثقافية الحاملة لاسمه برنامجا ثريا لتكريم ذكراه يرتقب في إطاره التنقل غدا الأحد إلى مسقط رأسه بقرية تاوريرت ميمون بأعالي بني يني حيث سيتم وضع باقة من الزهور على قبره إلى جانب احتضان دار الثقافة لمعارض مخصصة لحياة و أعمال هذا الحكيم (أموسناو) مع عرض لفيلم "الربوة المنسية" المقتبس عن روايته الحاملة لنفس العنوان. و كما جرت عليه العادة سيتم اليوم السبت تنظيم حفل توزيع جائزة "مولود معمري في القواعد البربرية" التي تقدم سنويا لصاحب "أحسن إملاء في اللغة الأمازيغية" بإشراف جمعية أساتذة هذه اللغة بتيزي وزو و عرفانا و تقديرا لإسهام مولود معمري في الفن الرابع ينظم المسرح الجهوي "كاتب ياسين" بدار الثقافة مسابقة لاختيار ممثلين لأداء أدوار في مسرحيات من إنتاجه الجديد من بينها مسرحيتين قامت بكتابة نصيهما و إخراجهما مديرة المسرح فوزية آيت الحاج و ولد مولود معمري في 20 ديسمبر 1917 بقرية تاوريرت ميمون بمرتفعات بني يني (على بعد 30 كلم جنوب تيزي وزو). و يعود له الفضل في إثراء الأدب الجزائري بعديد الأعمال و البحوث في مختلف الميادين سيما الاجتماعية منها و تعد مؤلفاته "الربوة المنسية" و" الأفيون و العصا" و "نوم العادل" و " عبور الصحراء" المترجمة إلى عديد اللغات العالمية خير دليل على القيمة الأدبية الرفيعة لكتابات هذا المفكر المبدع الذي ساهم أيضا في إثراء السينما الجزائرية بفيلمين مقتبسين عن الروايتين الأوليين من طرف المخرجين عبد الرحمان بوقرموح و أحمد راشدي. كما كان ضليعا في علم اللسانيات حيث قام بجمع مجموعة شعرية للشاعر الجوال سي موح أومحند إلى جانب مجموعة أخرى" ما شاهو طلمشاهو" من الأشعار القديمة و عرف بإسهاماته المعتبرة في الفن الرابع الذي قدم له ثلاثيته الشهيرة "الفهن أو الدليل برقم تسعة" و"الوليمة" و "موت الأزتيك " جدير بالذكر أن الأديب الراحل زاول دراسته إلى غاية سن 11 بمسقط رأسه قبل الانتقال إلى المغرب الأقصى للإقامة عند عمه ليعود بعد أربع سنوات إلى الجزائر للتسجيل بثانوية "بيجو" (الأمير عيد القادر حاليا) بالعاصمة. و انتقل بعدها للإقامة بباريس (فرنسا) للتحضير لمسابقة الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة و بعد انتهاء فترة تجنيد مولود معمري في الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها عاد ثانية إلى باريس للمشاركة في مسابقة أخرى لتوظيف أساتذة في الأدب ليعود بعدها إلى البلاد عام 1947. مارس مولود معمري مهنة التعليم بالمدية لمدة سنتين (1947 و 1948) ثم انتقل إلى جامعة الجزائر حيث عين كأول أستاذ في الأمازيغية بالجزائر المستقلة قبل تعيينه مديرا لمركز الأبحاث الأنثروبولوجية و التاريخية و الإنسانية بمتحف باردو سابقا وتوفي مولود معمري عن عمر يناهز 71 سنة إثر حادث مرور ليلة 25 إلى 26 من فيفري 1989 بضواحي عين الدفلي في طريق عودته من المغرب الأقصى حيث شارك في ملتقى دولي حول اللغات الأم و من أشهر الأقوال التي يذكرها أصدقاء مولود معمري قبل وفاته من بينهم الأستاذ شماخ سعيد من قسم الثقافة و اللغة الأمازيغية بجامعة تيزي وزو قوله "مهما كان المكان الذي سيوافيني فيه أجلي فإني متأكد تمام التأكيد من الوجهة التي سيسلكها شعبي مهما كانت العوائق التي يضعها التاريخ في طريقه."