كان المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي جاء تحت شعار ''من أجل نهضة إفريقيا'' محطة جديدة في عمر القارة السمراء، حيث عبر عن عمق العلاقات التاريخية والحضارية المشتركة بين الجزائر ودول القارة، كما تطرق إلى الرهنات المتعلقة بديمومة ثقافتها وهويتها في عصر يتميز بتحديات العولمة والتطور السريع لتقنيات تكنولوجيا الإعلام والاتصال، كما كشف النقاب عن الثراء الثقافي للقارة، والدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الاخيرة في رسم خارطة العالم باعتبارها طرفا فاعلا في تحريك المجتمع الدولي، هذا ما أكده لنا ضيوف الجزائر الأفارقة الذين نشطوا فعالية هذا الحدث الثقافي والذين استطلعت الحوار أرائهم في حفل اختتام العرس الإفريقي. المخرج السينمائي الجنوب إفريقي سليمان رمضان ثمن المخرج السينمائي الجنوب إفريقي سليمان رمضان موقف الجزائر شعبا وحكومة تجاه قضايا القارة، وذلك يقول سليمان ''ليس بجديد على الجزائر التي عهدناها دائما شريكا فعالا في مساندة قضايا السمراء، الجزائر هذا البلد كان ولا زال يساند الدول الإفريقية''، واعتبر رمضان هذا المهرجان فرصة لشعوب القارة لاكتشاف ما تختزنه الذاكرة الإفريقية من فنون وعادات وتقاليد تميز القارة السمراء، ''إننا نوجه تحية إلى الشعب الجزائري ونزف له ألف سلام ونحن على أرض السلام''، وفي تقييمه لمستوى العروض السينمائية التي تم عرضها خلال المهرجان الثقافي الإفريقي، أكد سليمان أن السينما الإفريقية تتميز بالجودة في إنتاجها السينمائي، داعيا قطاع الثقافة في الدول الإفريقية إلى تحفيز هذا القطاع والنهوض به في المستقبل القريب، وخلص قائلا ''شكرا للجزائر ولشعبها على حسن الضيافة ولنا موعد عام ''2010 المخرجة الجزائرية يمينة بشير شويخ من جهتها قالت يمينة بشير شويخ لقد سمح لنا هذا المهرجان بالتعرف على العديد من المخرجين السينمائيين الذين لديهم خبرة في مجال السينما، واستمتعنا بعروضهم التي شاركوا بها خلال هذه التظاهرة ، ''شخصيا تضيف شويخ لقد استفدت كثيرا من هذا العرس الإفريقي'' ودعت في ذات السياق إلى تطبيق الاقتراح الهام الذي قدمه المهنيون السينمائيون في اختتام الملتقى الدولي حول ''السينما في إفريقيا''، يتعلق الأمر بصندوق دعم الإبداع السينمائي الذي من شأنه أن يغطي ولوجزءا صغيرا من تكاليف الإنتاج السينمائي، معربة عن أملها في أن يتبنى الاتحاد الإفريقي هذا المشروع، وذلك للقضاء على التبعية الخارجية في هذا الميدان، وأضافت أنه يجب تحرير أنفسنا في قبضة التبعية حتى نبدع أكثر. المخرج الليبي إبراهيم مرزوق وفي سياق مماثل أوضح المخرج السينمائي الليبي أن هذا المهرجان روى أرض القارة السمراء المتعطشة لمثل هذه اللقاءات، وأن هذا العرس الإفريقي أكد عمق العلاقة بين دول السمراء، وأن اختتامه اليوم هو في ذات الوقت إعلان عن موعد آخر عن أفراح أخرى سيقيمها أبناء هذه الأرض بعدما وقع أعداؤها على وثيقة موتها، كما دعا إبراهيم إلى ضرورة تكاثف جهود دول القارة السمراء، والعمل سويا على بناء جسور التعاون والتضامن و''لابد أن نوصل همومنا وأحلامنا وآمالنا إلى الاتحاد الإفريقي عوض التوجه بها إلى السلطات الوطنية كل على حدى''، هذا وقد ثمن المخرج الليبي المستوى الرفيع الذي ظهرت به الجزائر شعبا وحكومة، وكذا الجهود المبذولة من أجل إنجاح هذا العرس الثقافي الإفريقي الذي جمع 8 آلاف شخص يمثلون 53 دولة إفريقية. ناجم علال رئيس قسم الفنون الغنائية من الصحراء الغربية عبر ناجم علال رئيس قسم الفنون الغنائية من الصحراء الغربية عن كامل سعادته بهذا الحدث الكبير الذي عاشه الأفارقة في رحاب الجزائر، هذا البلد الذي أولى اهتماما خاصا بقضية الصحراء الغربية كما فعلت بالأمس مع بقية الدول التي كانت ترزخ تحت استبداد المستعمر، وكانت صدرا حنونا احتوى هموم الصحراويين، وساند القضية الصحراوية منذ انطلاقتها الأولى، والتي لم تبخل عن مد يد المساعدة للشعب الصحراوي والدليل على ذلك يضيف قبوله كلاجئ سياسي على أرضه ووفر له كل أسباب الراحة للعيش الكريم بعدما ذاق ويلات الحرمان والإضطهاد على يد الاحتلال المغربي، وها هي اليوم يقول ذات المتحدث تؤكد الجزائر مرة أخرى عزمها على مواصلة مشوارها التضامني مع الشعوب المستضعفة، وذلك من خلال احتضانها لهذا الحدث العظيم الذي جمعت خلاله دول القارة الافريقية الذين أعلنوا مساندتهم لقضية الصحراء ونادوا بتصفية الاستعمار، شكرا للجزائر ودامت صانعة أفراح القارة. سلفيستر مخرج من بنين قال المخرج سلفيستر من البينين لقد جئت من البينين إلى الجزائر بغرض المشاركة في تفعيل هذا المهرجان الثقافي الإفريقي الذي شهدت الجزائر ولادته عام ,1969 سعيد أنا بوجودي هنا على هذه الأرض ومع هذا الشعب الكريم، شخصيا لم أشعر بالغربة وأنا بعيد عن بلدي، بل انتابني إحساس بانتماء حقيقي إلى هذه الأرض، فأنا مشدود إلى الجزائر، وأتمنى أن أحظى بمشاركة أخرى خلال المهرجان الثقافي الثالث المزمع تنظيمه عام ,2010 والجزائر يضيف سلفيستر أثبتت حضورها في القضايا المصيرية، وكانت بمثابة الأم الحنون التي تحضن طفلها، هذا الحدث سمح لي بلقاء العديد من المخرجين الأفارقة ومن بينهم جزائريون، وتبادلت معهم أطراف الحديث حول مستقبل السينما والمسرح في قارتنا، لقد تعرفت على ثراء وجمال وخصوصية إفريقيا من خلال المهرجان الذي أضفى وشاحا أبيض، وشاح الأمل الواعد بمستقبل أفضل لقارتنا.