أكّد رئيس الاتحاد الإفريقي جون بينغ أنّ الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي لم تكن لتنظّم إلاّ في الجزائر، لأنّها الأقدر على تنظيم مثل هذه التظاهرات الضخمة والمهمة، مضيفا في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها بمناسبة الانطلاق الرسمي لفعاليات الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي أنّ الاتحاد الإفريقي عند نشأته ركّز على الاستقلال وتحرير شعوبه من الاستعباد والسيطرة الغربية التي كبّلته سنوات طويلة . "أمّا اليوم يقول رئيس الاتحاد الإفريقي، وبعد حصول كلّ الشعوب تقريبا على حريتها واستلمت زمام أمورها، يسعى الاتحاد للتركيز على ولادة إفريقيا من جديد وعلى هذا الأساس، فإنّ الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الجزائري حملت شعار "عودة إفريقيا"، وأوضح أنّ هذه الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي المنظّمة تحت شعار النهضة يأتي في الوقت الذي "تخوض فيه القارة الإفريقية نضالات أخرى من أجل العصرنة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في عالم تهزّه أزمة عالمية". رئيس الاتحاد الإفريقي، أشار أيضا إلى أنّ مستقبل إفريقيا مرهون بتضافر جهود الحاضر كما كان الحاضر نتاج جهود الماضي التي حملت الاستقلال والتحرّر لشعوب القارة بعد سنوات من الكفاح والتضحيات، مضيفا في سياق حديثه أنّ دور الثقافة والتاريخ أساسي في عودة إفريقيا من جديد وهي الرسالة التي تسعى الطبعة الثانية للمهرجان لحملها وذلك لتعريف الجيل الجديد والشعوب والمؤسّسات بأهمية العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل. كما دعا جون بينغ كلّ دول الاتحاد الإفريقي إلى ضرورة التوحّد من أجل خلق كتلة قوية ومتكاملة فخورة بانتمائها وبهويتها خاصة أمام سيل العولمة الذي يسعى إلى جرّ كلّ خصوصية، مشيرا في سياق حديثه إلى أنّ إفريقيا هي أصل العالم وموطأ قدم البشرية لكنّها اليوم من دون مستقبل واضح، وأضاف أنّ "العالم تغيّر وإفريقيا تغيّرت هي الأخرى" مشيرا إلى أنّ هذا المهرجان الثاني يأتي في الوقت الذي تتجه فيه القارة "نحو إفريقيا موحّدة ونحو هوية مشتركة بين الأفارقة في إطار ميلاد الاتحاد الإفريقي". وأردف السيد بينغ أنّه من خلال التنظيم "المنتظم" لهذا المهرجان يأمل الاتحاد الإفريقي التذكير بمكانة الثقافة كوسيلة لتنمية القارة ودورها في ترقية مكانة إفريقيا في العالم في سياق عولمة متسارعة، وأكّد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي أنّ "هذا المهرجان سيشكّل فرصة لإرساء قاعدة اجتماعية وثقافية للتبادلات بين الدول الإفريقية"، وخلص السيد بينغ إلى القول أن هذه التظاهرة الثقافية ستشكل فرصة سانحة "للاحتفال بالحياة و التجديد" قصد "إبراز حيوية ثقافتنا".